02 أغسطس 2018

الإرادة والمثابرة تغلب القلق والوساوس

سلام.. أنا في حاجة للمساعدة لأن لدي بعض الأعراض. أشعر بأنني غير مركزة على الأعمال التي أقوم بها، كما مرت عليّ حالة اكتئاب حاد بعد ولادة ابني الأول استطعت والحمد لله تجاوزها، لكن ما زال لدي بعض الأعراض مثل الوساوس، وعندي اهتزاز في رجلي ويدي وأنيميا، وكان عندي ألم في الغدة الدرقية كلما حصلت معي مشكلة، مع العلم أنه لم أعش طفولة أو مراهقة عادية، بل أنتمي لأسرة متفككة، وأخاف أن يؤثر هذا على زواجي وأولادي، وكانت لدي مشاكل في زواجي، لكن بعون الله عملت على حلها واحدة تلو الأخرى.
أهلا وسهلا بك يا سمية،
أرى لديك إرادة، ومثابرة في متابعة سلامتك النفسية، وهو أمر مهم جدا في الواقع؛ فكم من مرضى سقطوا في براثن المرض فقط؛ لأنهم لا يملكون تلك الإرادة؛ فأسأل الله أن يتم عليك نعمته.


والحقيقة الأخرى المهمة هي أن البشر يتمكنون من تجاوز خيبات الماضي؛ كلما كان نضوجهم النفسي والوجداني كبيرا بشكل ما، فبعضهم يمتلكه بفطرته وتجاربه الشخصية، وبعضهم يحتاج لمن يساعده في اكتساب هذا النضوج النفسي، ونظراً لأنك قلت إنك تعانين من ضعف التركيز، واهتزاز في قدميك، ويديك بشكل تلاحظينه ووساوس؛ فهذا يشير لوجود قلق مختلط بدرجة اكتئاب، وقد تكونين بالفعل قد تجاوزت الاكتئاب الذي كان يحمل أعراضا واضحة حادة، ولكن ما زال هناك درجة منه، وقلقا يسبب لك ضعف الذاكرة؛ فضعف الذاكرة من أعراض الاكتئاب والقلق والوساوس، والتوتر كذلك عرض من أعراض القلق.

ما أقترحه عليك هو ألا تتركي تلك الأعراض لإرادتك وحدها رغم أهميتها القصوى، ومدي يدك لنفسك بمتابعة متخصصة تساعدك في تخطي أثر الماضي، واكتساب نضوج نفسي يساعدك كثيرا في حل ما تعانينه الآن؛ فلا داعي لمزيد من التحمل لأعراض يمكنك التخلص منها من خلال متخصص ماهر يساعدك في العلاج المعرفي السلوكي، وببعض الأدوية الآمنة إن رأى أهمية لذلك لفترة يحددها؛ فأنت تستحقين الراحة النفسية، واستعادة طاقتك، وشخصيتك الحقيقية، ومتابعة طفلك بحب وراحة يا صديقتي.


وحتى تقومين بتلك الخطوة أرجو منك قراءة ما تحدثنا عنه في موقعنا عن القلق والاكتئاب والوساوس من خلال الاستشارات المتنوعة والمقالات المتخصصة، خصوصا التي تحمل برامج سلوكية مساعدة؛ كبداية بسيطة حتى تتواصلين مع متخصص ماهر.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
02 أغسطس 2018