عزيزتي السائلة..

أشكرك جدا على ثقتك.. وأقدر جداً حجم معاناتك وألمك..

ما تصفينه هو صدمة نفسية شديدة، أشفق عليك من أن تتحمليها وحدك.. وحسناً فعلت بأن فكرت في المراسلة وطلب النصيحة.

لا أنصحك بأن تبدأي بإخبار والدتك.. بل عليك أولا أن تتأكدي من صحة ما تصفينه على أنها علاقة (لا تعلمين عنها الكثير) قبل أن تفعلي أي شيء.

بعد ذلك يتوجب عليك فعل أكثر الأمور بساطة ومباشرة في نفس الوقت.. وهو التحدث مع والدك مباشرة.. ومصارحته بما علمتيه، وسؤاله عن مدى صحته ومدى عمقه.. ولا تكوني أمامه بمثابة القاضي أمام المتهم.. بل كوني ابنته التي تحاول أن تقترب منه لتتفهم موقفه وتحافظ على عائلتها بحكمة وهدوء.. اسأليه عن السبب وراء تلك العلاقة، اسأليه عن مدى رضاه عنها، عما وجده لديها ولم يجده في والدتك.. اسأليه من قبيل السماع والإنصات وليس من قبيل التحقيق، من قبيل أنك ابنته ولست (زوجته) أو (أمه)..

بعدها توجهي معه إلى طبيب أو معالج نفسي متخصص في الاستشارات الأسرية، واطلبي منه المساعدة المهنية المتخصصة والنصيحة الصادقة الأمينة.. وهنا يا صديقتي ينتهى دورك.. ويتحمل والدك مسؤولية اختياره والإصرار عليه أو تغييره بناء على ما سيصل إليه مع الاستشاري الأسري من أسباب ونتائج وقرارات.

أما بخصوص والدتك وحقها فى معرفة ما حدث.. فأنصحك بأن تعطي والدك (بالاتفاق مع الاستشاري الأسري) مهلة شهراً مثلاً.. يقوم خلالها بإعادة ترتيب أوراقه، والعودة إلى صوابه، وإصلاح ما حدث.. ولو لم يفعل.. فعليك وقتها مصارحتها بالحقيقة، وإخبارها بما حدث، ومن حقها وقتها أن تقرر هي أيضاً ماذا ستفعل.

صديقتي.. كلمة أخيرة..
لا تلعبي في هذه المشكلة أي دور غير دورك.. خاصة دور (المنقذ).. أنت في هذه الأسرة (ابنة).. و(ابنة) فقط.. والحمد لله أنك كبيرة وناضجة بما فيه الكفاية.
لا تحملي نفسك فوق طاقتها.. ولتدعي الله بأن يخفف عنك.. وعنكم جميعاً..
وسأدعو معك بذلك..

اقرأي أيضا:
الخيانة الزوجية (ملف)
الاستشارة الزوجية (ملف)

استشارات ذات صلة:
التواصل الرحيم للتعامل مع الخيانة الزوجية