بداية أشكرك على التواصل مع موقع صحتك؛
وللإجابة على سؤالك أود أن أبدأ بالتفرقة بين المشاعر السلبية الطبيعية كالحزن والقلق والغضب، والتي قد تنتج كرد فعل طبيعي على ضغوط الحياة، ولها وظيفة هامة من حيث إنها تنبّهنا لكي نتحرك بشكل مختلف للبحث عن حلول للمشكلات، أو التعامل مع الضغوط، وفي نهاية الأمر لا تعيق جودة الحياة، ويتمكن الشخص من القيام بمهامه الحياتية بشكل عادي رغم وجود تلك المشاعر.

على الجانب الآخر، قد تأخذ تلك المشاعر صورة مرضية، وذلك عندما تكون بصورة أكبر من المعتاد أو تستمر لمدة طويلة، وتعيق جودة الحياة بالإضافة إلى وجود أعراض مصاحبة كاضطراب في النوم والأكل والتركيز والرغبة الجنسية، بالإضافة إلى بعض الأعراض الجسمانية التي ليس لها مبرر طبي آخر في بعض الأحيان، وهنا يمكن تشخيصها ضمن مجموعة الاضطرابات الوجدانية كالاكتئاب والقلق العام والرهاب الاجتماعي وغيرها.

ولذلك فمن الأفضل اللجوء إلى اختصاصي في الطب النفسي ليساعدك في التفرقة بين الاكتئاب أو القلق المرضي الذى يحتاج إلى تدخل علاجي سواء عن طريق الأدوية أو العلاج النفسي، وبين المشاعر السلبية العادية نتيجة ضغوط الحياة، والتي قد لا تحتاج أكثر من المساعدة في حل المشكلات أو أحد برامج التكيّف مع الضغوط.

وفي كلتا الحالتين فإن التناغم بين الجسد والنفس يعتبر من أهم وسائل المساعدة من خلال الاهتمام بالصحة العامة والأكل والنوم بشكل متوازن، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والمداومة على بعض الهوايات أو الأنشطة اللطيفة بشكل يومي أو أسبوعي على الأقل.

وختاما أنصحك بزيارة اختصاصي في الطب النفسي في أقرب وقت لكي يساعدك في تحديد مشكلتك، وحلها بإذن الله.

وأتمنى لكِ دوام السعادة وراحة البال.

اقرئي أيضا:
هل تحتاج لطبيب نفسي؟
الغضب والقلق وجهان لعملة واحدة
"أنا مش فاهمة نفسي".. عليك بزيارة طبيب نفسي