22 يناير 2019

اكتئاب ورغبة في البكاء وأرق وقلق وفراغ عاطفي

أعاني من حالات اكتئاب ورغبة في البكاء أحياناً. وعدم الاهتمام بنفسي و لا بالتمارين الرياضية، وعندي أرق وقلق وأحس بفراغ عاطفي.
أهلا بك يا فاطمة وسهلا،
الشعور بالفراغ العاطفي شعور موجع يسبب القلق، ويضعف المتانة النفسية، خاصة لو كان الشخص حساساً، وفي حالة احتياج كبير إلى وجود حب يتبادله في علاقة مع آخر يشعر فيها بأنه يُحِب، ويُحَب، وهذا الوضع حين يستمر يسبب الحزن الذي يتحول إلى ظل كبير يلقي بأثره على المشاعر والأفكار والتصرفات والعالم الداخلي كله فيترك رويدا رويدا مساحة الحزن ليصبح اكتئابا؛ فيعاني الشخص من خلطة بين الاكتئاب والقلق.


البداية ستكون بمراجعة الماضي حتى وإن مرت عليه سنون، ومراجعته ليس الهدف منها المزيد من الحزن، ولكن لرؤية حقيقية مختلفة تجعلك تضعين يدك على إجابة سؤال قد يكون غائباً عنك وهو "بماذا أسهمتِ أنتِ في حدوث المشكلة؟!"؛ فقد تكتشفين أن السبب كان صمتك مثلا حين كان يجب أن تتحدثي في أمر، أو ارتداءك لدور الضحية الذي يجعلك تتهاونين في حقوقك، واحتياجاتك النفسية، أو دور المنقذ الذي يقف بقوة إلى جانب كل محتاج حتى لو على حساب نفسه، أو ربما لم تقولي "لا" حين كنت تحتاجين إليها؛ فأنتِ كما ذكرت في الثانية والأربعين من عمرك؛ فلا مفر من وجود تجربة عاطفية سابقة؛ سواء اكتملت أم لم تكتمل.



المهم حين تجدين هذا الجزء الذي عطلك؛ ستحتاجين إلى أن تتدربي على فراقه؛ لتتمكني من الرجوع إلى نفسك الحقيقية التي من حقها أن تدير علاقاتها من خلال التعبير عن مشاعرها وعن احتياجاتها، ولا تحتاج إلى تبني أي دور مع أي شخص، وبعدها ستتمكنين من قبول الخسارة، وستقبلين أن الفقد جزء من الحياة التي نحياها، وكذلك ستقبلين العودة للحياة بمتعتها؛ فتسمحي لنفسك الحقيقية أن تحيا في علاقة تستحقها، وما أقوله هذا ليس سهلاً على الإطلاق، وقد تحتاجين في تلك الرحلة إلى طلب مساعدة متخصصة.. هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
22 يناير 2019