06 مايو 2018

اكتئاب موسمي.. والسبب فشل قديم

أول ما يهل جو الصيف من شهر2 -6 فجأة بيتغير مزاجى، واكتئب وابعد، وبحس بلامبالاة وعدم الرغبة في القيام بالأعمال، اليوم كله بابقى مخنوقة من سنة 2014 بسبب في السنة دي لم اوفق في دخولى كلية طب بشري.. كانت اشبه بالصدمة.. معيطتش ساعة الخبر.. بس كل ما أفتكر بتبقى لحظة سيئة جدا.. لدرجة انى مش قادرة امسك الكتب، والقيام من النوم مرهق، وعياط وجلد ذات، وبفتكر الأحداث اللى حصلت كالشريط بيمر قدام عيني.. لما يشتد بحس برعشة في ايدى، وزيادة في التنفس بس ده قليل، وتهتهة في الكلام.. كأنى بغرق وروحى بتنسحب، وبتخيل اناس يهمسون في أذنى: أنت فاشلة.. ضيعتى فرصتك.. لو ماتوترتيش في الامتحان ماكانش ده حالك. اسمع صراخا يريد ان يتحرر.. بحس ببركان من الافكار يثور
تثبّتين نفسك عند لحظة "فشلك" كما تصفين دخولك في كلية الطب البشري منذ أكثر من أربع سنوات، وتجتهدين كثيراً، الحقيقة في الاحتفاظ بتلك اللحظات، وهذه الأوقات لتستعيدي كل مشاعر الذنب المحطمة لك عاماً وراء عام.


فإلى متى ستظلين هكذا يا ابنتي؟ إلى متى تؤنبين نفسك، وتحكمين عليها بالتقصير والفشل؟؟ ومتى ستسمحين لنفسك أن "تصدقي" أنك أكثر بكثير من أن تختزلي نفسك في ارقام أو دراسة؟ فأنت بكل تفاصيلك، وعلاقاتك، واهتماماتك، وخبراتك، ومهاراتك، ومشاعرك، وافكارك لا تساوين شيئاً أمام نسب، وأرقام، وكلية؟

ألم تسمعي عن خروج التعليم المصري كله خارج الترتيب العالمي المعترف به؟ ألم تجدي في حياتك أنت الشخصية إنسان لم يكمل حتى تعليمه وتجدينه إنساناً عظيماً بقيمه وتصرفاته؟ أم استهواكِ الأسر في سجن ما لم تحققيه؟ ألا ترين مدى الأذى الذي تؤذين به نفسك منذ ذلك الوقت؟ ألم تفكري مطلقاً أن تسألي نفسك بصدق لماذا كنت تريدين دخول تلك الكلية؟ وهل أهدافك تلك لا تتحقق إلا بها؟ هل كان بالفعل حلمك أنت، أم حلم شخص آخر وتصورت أنه حلمك دون أن تدري؟


عودي مرة أخرى لحقيقة الهدف من دخولك طب بشري، وستجدي أن الأهداف الحقيقية التي تخصك يمكنك تحقيقها في أي مجال، أما أحلام الآخرين، أو الأهداف المزيفة فلا تتحقق مع أي كلية إلا بكيان مزيف مبني على المقارنة، أو الرغبة في اكتساب نظرات الاحترام، أو فخر، أو إغاظة مثلا، وكل ما هو كذلك ومربوط بشيء، وغير مربوط بك أنت كما أنت هو غير حقيقي، ولا يدوم.



أدعوك صغيرتي أن تعيدي التفكير بصدق فيما قلته لك، وأقبلي أن الأهداف الحقيقية يتم تنفيذها في أي وقت، ومن خلال أي مساحة؛ لأنك أنت الأصل الذي يحققها، ويعطيها قيمة، وليس العكس.. وأعرفي أن قبول الفشل نجاح، والغرق في المعاناة اختيار غير ناضج يجعل الإنسان ميتاً ولو لبس رداء الحياة زيفاً.
آخر تعديل بتاريخ
06 مايو 2018