09 ديسمبر 2017

اكتئاب شديد ومفيش حاجة في إيدي

أنا بقالي فترة طويله قوي بحس بإكتئاب شديد، ومش عارفة لا أذاكر ولا أستمتع ولا أتعامل مع إلي حواليه خالص، والموضوع بيكبر مع الأيام وصلت معايا اني قعدت أقص في شعري.. وبخاف من حاجات سخيفة وبيخطرلي حاجات أسخف.. يمكن دة علشان طول الوقت قاعدة في البيت بس مفيش حاجة في إيدي أعملها أهلي مش بيسمحولي.. دة غير الإحباط إلي بيحسسوني بي على طول
أهلا أهلا يا صديقتي،
المشكلة الحقيقية في جملة "مفيش حاجة في إيدي".
قد لا يتفهم والداك احتياجك للخروج، وتمضية أوقات ممتعة مع أصدقائك خارج المنزل خوفا عليك، وهو خوف خطأ، ولكن لماذا لا تتحدثين عن احتياجك هذا وتناقشينه بأدب؛ ﻷنه حقك.

لماذا لا تقومين بأعمال تشعرك بالراحة والاستمتاع حتى وأنت داخل المنزل؟ لماذا لا تتعلمين ما تحبين تعلمه أونلاين كما تحدثتِ لنا هنا؟

القصة ليست فقط قصة تعنت والديك بعدم السماح لك فقط، ولكن حقيقة القصة تكمن في تصورك أنه لا يوجد شيء في يدك تفعلينه؛ فلتبدئي أولا "بتصديق" أنه من حقك تماما أن تختاري ما تحتاجين فعله ويسبب لك فرحا، وراحة، واستمتاعا مادام لم يخرج عن إطار الحلال، أو الأخلاق، وحين تصدقين ذلك تماما بداخلك؛ ستجدين نفسك قادرة على مناقشة والدك، ووالدتك فيما تحتاجينه بثبات وأدب ومناقشة بطريقة تتناسب مع شخصياتهم دون التنازل عن حقك، وسيجعلك ذلك قادرة على قبول ما يتمكنون من تلبيته مبدئيا حتى لو لم يكن كافياً في البداية، وستتعلمبن كيف تتحاورين، وكيف تنتقين ألفاظك، والوقت المناسب، وكلها مهارات جميلة جدا تفيدك.

أما الصمت، والعيش في فراغ بلا أنس، ولا أنشطة، ولا علاقات؛ فسيسببان لك حتما مزاجاً غير طيب، وسيجعلانك تفعلين أسوأ ما يمكن فعله مع نفسك؛ وهو كتم الغضب، وعدم التعبير عن المشاعر؛ فلتعبري عن مشاعرك مع أحدهما، أو كليهما، أو أيهما أقرب، لتحصلي على حقك بدلاً من كتم غضبك وصمتك الذي يترجم في قص شعرك، ومزيد من الخوف، والأفكار السخيفة التي لا تجدين لها منطقا.

ورغم أن ما تتحدثين عنه يتلامس مع أعراض الاكتئاب، والوساوس، لكن إن أفقت لنفسك بصدق وكنت "جدعه" معها فستنتهي بمرور الوقت، فأيهما ستختارين؟ الصمت مع فقد التركيز وكتم الغضب والوساوس وفقدان العزيمة، أم التعبير عن المشاعر والمناقشة الذكية بلا انكسار، أو خوف وتكرار المحاولات - أنشطة في البيت، أو خارجها - مهما كانت النتيجة لتكوني في كامل طاقتك وحضورك؟؟

اقرئي أيضاً:
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
خائفة ومترددة ولا أشعر بالأمان.. الحياة مخاطرة لكنها تستحق
آخر تعديل بتاريخ
09 ديسمبر 2017