21 ديسمبر 2017

استغلال جنسي في الصغر.. وغضب على الأهل

تعرضت للاستغلال الجنسي لمده 4 سنوات منذ السادسه من عمري، واختتمت باغتصاب كامل من قبل مدرسي وصديق والدي، ولم اخبر اهلي الى يومنا هذا، واثر ذلك على تفكيري واصبحت اشكك في الجميع بل بنفسي لدرجه اني ظننت اني سوف اصبح شاذه ولعياذ بالله واصبحت أحمل نفسي الذنب عن طريق ايذاء نفسي نفسيا وجسديا، وﻻ اسمح ﻻحد ان يقترب مني واتظاهر دائما بالقوة واتحمل مسؤوليات الجميع، واخشى قرب اي شخص مني بل ابتعد عن صديقاتي ﻻنهن يعلمون نقاط ضعفي رغم حبهم ولست قريبه من اهلي لتحميلي لهم الذنب عما حدث لي وعدم حمايتهم لي بالاخص والدي تعبت من نفسي ومن عقلي، ولكي اذهب لطبيب نفسي يجب ان اخبر امي وابي بما حدث، وهذا سوف يدمرهم وانا ﻻ احتمل ان يحدث ذلك، ماذا علي ان افعل اريد ان اصبح طبيعيه
سيدتي الكريمة
شكراً لثقتك بمنصتنا وقد وصلتني رسالتك وتلقيتها بمزيج من الألم والأمل، ورجائي أن يشفي جوابنا سؤالك.

خبرة الاستغلال والاعتداء الجنسي هي واحدة من أصعب الخبرات التي قد يسجلها تاريخ الطفولة، وأنا أدرك جداً مدى الآثار والتبعات النفسية التي يخلفها في النفس والروح والجسد، لكنني لن أصفك بضحية استغلال جنسي ولكن كناجية من الاعتداء، وتمتعك بنتيجة هذا الألم فأنت تقومين ليس فقط بتحمل مسؤولياتك الخاصة بل ومشاركة من حولك في أحمالهم، ولذلك نردد دائماً أننا ننمو بين كفّي الألم.

الشعور بالخزي والذنب وكراهية النفس والغضب تجاه السلطة - كل سلطة - بل وضعف الثقة في النفس والآخر والحياة، كذلك النظرة التشاؤمية للمستقبل هي المخلفات التلقائية لخبرة الاعتداء الجنسي، ورجائي - أيضاً - أن تسمحي لنفسك باختبار هذه المشاعر، واضغطي شفتيك واسمحي بشعور النوح والفقد أن يتحررا لأنهما حق واحتياج.

كذلك أيضاً - يا أميرة - نجد من تبعات الاعتداء الجنسي هشاشة الحواجز والحدود، الحدود بين مسؤوليتي ومسؤولية الآخرين، احتياجي ومشاعر الآخرين، ولذا فنحن نحتاج ألا نحمل مسؤولية الآخر أيّاً من كان، أن يكون ولاؤنا لأنفسنا يفوق ولاءنا للآخر - أيّاً من كان - كذلك، ونصيحتي ألا تفصحي عن سبب احتياجك للطبيب النفسي، وتعللي بأي سبب، كالضيق والاختناق والاضطراب، ودعي هذه التفصيلات تأتي في مجرى العلاج النفسي وبإشراف المعالج المختص.

دعائي لك ورجائي أن يشفى جرحك، وأن يصبح ماضيك صخرة تقفين عليها لرؤية بعد آخر للعالم من جديد.

اقرئي أيضاً:
ابنة الأعوام الثمانية أقوى من مدرسها
اعتداء جنسي من الأهل وغضب من الله
آخر تعديل بتاريخ
21 ديسمبر 2017