30 يونيو 2019

ابن العشرينات يخشى الناس ويغير عمله

سلام عليكم، أنا شاب أبلغ من العمر ٢٦ سنة، أعاني منذ الصغر من الخوف، وعدم الثقة بالنفس، وعدم الاختلاط مع الناس، وأصدقائي قليلون، وتواصلي معهم قليل جداً أيضاً، وأعاني من مشاكل في العمل ومع الزملاء، وعدم القدرة على الانسجام معهم، وتركت عملي الأساسي، ولجأت لعمل آخر بسبب الخوف الكبير في داخلي، وعدم الجرأة.. مما جعلني أترك العمل، وألجأ إلى عمل آخر بعيداً عن الاختلاط مع الناس.. فما العمل دكتورة؟.. أتمنى أن تعطيني الحل المناسب لهذه المشكلة التي عانيت منها طويلاً، وإلى يومي هذا، أتمنى أن تُقرأ رسالتي، وأن أجد عندكم الإحابة عليها. مع جزيل الشكر.
أهلا وسهلا بك أخي الكريم،
أنت يا أحمد الآن تبلغ من العمر ستة وعشرين عاماً، وقلت إنك تعاني من هذا الخوف الداخلي، والرغبة في البعد عن الناس منذ وقت طويل، وأظنه منذ كنت في بدايات مرحلة المراهقة، وظننت ذلك؛ لأن في تلك المرحلة من العمر وما يليها مباشرة - من سن الثالثة عشرة مثلاً حتى الثامنة عشرة - يظهر أي ارتباك نفسي من النوع الذي سيستمر لفترات طويلة مع الإنسان؛ وتجنب البشر والعلاقات من الارتباكات النفسية التي تستمر مع الشخص ما دام لم يقم بالجهد المطلوب منه لتغييره.



وفي الحقيقة، إن هذا الارتباك يحتاج لعلاج نفسي طويل نسبيا؛ فيه يتدرب الشخص على بعض السلوكيات المتدرجة التي تساعده على مزيد من التواصل مع من حوله، وعلاج للأفكار التي يصدقها الشخص، وتجعله مسجونا فيها، وقد يساعده تناول بعض الأدوية التي تقلل من حدة التوتر الذي يحدث للشخص أثناء وجوده مع آخرين، ولقد وجدنا أن هناك نسبة وراثة في تلك الارتباكات سواء بشكل جيني عضوي، أو وراثة من خلال سلوك من قاموا برعاية هذا الشخص منذ صغره.



لذا أتمنى أن تقوم بتلك الخطوة المفيدة التي ستساعدك جدا في التغيير، ولا تتهاون في القيام بها حتى لا تتطور أكثر من هذا لا قدر الله؛ فأنت تستحق أن تحيا حياة طبيعية؛ لتتمكن من القيام بمهامك المختلفة في العمل ومن بعده في الزواج ودور الأبوة.. ودمت طيباً.
آخر تعديل بتاريخ
30 يونيو 2019