13 سبتمبر 2017

ابني الجامعي مكتئب.. ساعدوني

أهلا بكم، يعاني ابني البكر من حالة اكتئاب بعد تعثره في نيل شهادة البكالوريا، وكذلك هو معجب بإحدى زميلاته ولم يتمكن من التواصل معها لأنه شديد الخوف وأيضا خجول جدا.. ولا يستطيع مواجهة أي موقف، ويقول لي دائما إنه يكره نفسه جدا، وأن الحياة لا معنى لها، وكذلك يعاني من انعدام الثقة بنفسه وغير مقبل على الحياة، عمره لم يتجاوز 18 سنة وازدادت حالته سوءا هذه السنة وأظن حالته النفسية هي السبب في عدم نجاحه.. أرجو أن تفيدوني بالعلاج والحل، أرجوكم ابني يضيييع مني.
أهلا وسهلا بك أختي الكريمة، أنا أحدّث أماً تجاوزت الأربعين من عمرها ترغب في مساعدة ابنها بصدق، لذا ما تتحدثين عنه هو بالفعل أعراض مرض الاكتئاب.

والاكتئاب هو اضطراب نفسي يجعل الشخص في حالة من عدم الرغبة في عمل أي شيء، ويجعله ينظر لنفسه بدونية، ويؤثر على شهيته تجاه الطعام بالزيادة أو النقص على غير المعتاد، ويؤثر على نومه بالزيادة أو النقص على غير المعتاد، والأخطر من هذا هو التأثير على مزاجه، ورغبته في البقاء على قيد الحياة إن لم يتم تدارك وضعه من قبل طبيب نفسي؛ فما تتحدثين عنه لن يتغير فقط بكلام أو سلوكيات أو نصائح يقوم بها رغم أن ذلك سيتضمنه علاجه، ولكنه يحتاج لدواء يعالج الاكتئاب، والطبيب هو وحده القادر على وصف هذا الدواء وتحديد جرعته ومتابعة ابنك أثناء تناول العلاج.

هذه هي الخطوة الأهم على الإطلاق إن كنت ترغبين صدقا في تغيير حاله؛ فالاكتئاب من أشهر وأكثر الأمراض النفسية انتشارا، وبفضل الله له علاجات كثيرة متنوعة آمنة جدا حتى وإن تسببت في بعض الأعراض المبدئية المؤقتة، والتي لا تذكر أمام ما يعانيه ولدك ليشفى ويعود لسابق حياته ودراسته واهتمامه بنفسه.

والمهم ألا تطرحي العلم جانبا تحت أي ظرف من الظروف؛ فالاكتئاب ضيف ثقيل جدا على النفس، يقعدها ويثبط من عزيمتها يوما بعد يوم، ويلون الحياة بلون داكن كئيب، درسه المتخصصون النفسانيون وتعلموا كيف يعالجونه ليعود الشخص لسابق عهده كما كان بدرجات متفاوتة كل حسب قوته، ونوعه وامتداد أثره؛ فلا تنتظري كثيرا، فكل يوم انتظار بلا علاج ولا تواصل مع متخصص، سيزيد من ألم ولدك النفسي، وسيطيل علاجه، ويؤخره عن ركب الحياة، ويبعده عن نفسه الحقيقية، والتي قد تصل في بعض الأوقات للرغبة في التخلص من الحياة أصلا، ولا أقصد أن أفزعك، ولكن من المهم أن يبدأ في علاجه اليوم قبل الغد.

دمت أماً حنونة ترعى أبناءها، والجزائر تزخر بأطباء نفسيين أكفاء.. هيا ابدئي.

اقرئي أيضاً:
الاكتئاب في الجامعة (ملف)
الاكتئاب.. العدو الصامت (ملف)
آخر تعديل بتاريخ
13 سبتمبر 2017