27 أغسطس 2017

ابنتي مرعوبة والسبب فيلم رعب

بنتى شافت جزء من فيلم رعب، ومن ساعتها بقت تفكر كيتر فى اللى شافته، وبقت تخاف بشكل كبير من الظلام لدرجه لو مامتها بتطلب منها حاجه من الثلاجة أو الغرفه المجاورة بتخاف تروح تيجبها وبترفض، واحنا اسفين ليها، وهى عندها ست سنين، ومش عارف اعمل ايه معاها صح بشكل لا يؤثر عليها سلبيا
عزيزي الوالد،

تحياتي لك وأشكرك على استشارتك.
في سن الست سنوات يميل الأطفال عادة للخوف من الظلام، ومن الوحوش، ومن الظلال، وهذا طبيعي تماماً، ربما قد ساهم فيلم الرعب في استثارة هذه المخاوف إلا أنها لن تلبث أن تأخذ وقتها وتختفي أو تخف حدتها بالتدريج. في الأوقات التي تزداد فيها مخاوفها، ستحتاج فقط مزيداً من الاهتمام والمراعاة حتى تتخطى خوفها ولا حاجة لدفعها دفعاً إلى كتم الخوف أو تأنيبها عليه.

إذا رفضت أن تتحرك في أماكن معينة من الممكن أن نسألها عن الشيء الذي سيطمئنها لتذهب، قد تحتاج في البداية وجودك أو وجود والدتها معها، أو قد تحتاج أن تضيئوا لها ضوء الغرفة، أو أن تستكشفوا معها هذا الشكل الغريب الذي تتخذه ملاءة السرير أو ظل الثلاجة.

بعد فترة من الشعور بالأمان في وجودكم قد تحتاج وجوداً أقل، أو تستبدل وجودكما بلعبة أو عروسة ما تمسكها، أو قطعة ملابس تخصكما أو أي شيء يبعث الطمأنينة فيها.

بعد فترة أخرى قد تطمئن فقط لصوتكما في الغرفة المجاورة، أو للإضاءة الخارجية وهكذا حتى تجد في نفسها القدرة على تخطي هذه المخاوف.

الاستجابة لاحتياجها للأمان لن يجعلها تعتمد عليكما بشكل دائم ما دامت استجابتكما تأتي فقط في إطار تخوفاتها، لا تزيد عنها ولا تنقص، بل ستجعل منها طفلة شجاعة، وفي يوم ما ستستطيع استرجاع الشعور بالأمان الداخلي الذي استمدته منكم لمواجهة مخاوفها في المستقبل.

بالطبع ستجعلنا هذه الحادثة الصغيرة نتذكر أهمية مراجعة ما يشاهدة أطفالنا سواء على التلفاز أو الأجهزة الإلكترونية المختلفة، والإشراف عليها حتى لا يتعرضون لمواد بصرية غير مناسبة لمرحلتهم العمرية.
تمنياتي لكما بكل الخير.

اقرأ أيضاً:
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
اضطرابات القلق عند الأطفال.. بين الماضي والحاضر
الرُهاب عند الأطفال

آخر تعديل بتاريخ
27 أغسطس 2017