02 أكتوبر 2017

ابنتي تتوتر من الأصوات العالية.. أين السؤال؟

ابنتي ذات 5 سنوات تعاني من توتر وقلق؛ لو شافت حد بيزعق ممكن متعرفش تقعد، تفضل تتحرك كتير، بتخاف من الصوت العالي وأي خناقة أو أي مشكلة بتهتم بمشاكل الأسرة، يعني لو في مشكله تركز أوي معانا، بتوتر فظيع، عندها تتلعثم أحيانا في الكلام، يعني بتاخد نفس طويل وهيّة بتتكلم، ده بيحصل أحيانا، أنا لا أرغب في العلاج النفسي لها، هي بمدرسة ومشاركة بأنشطة، طبيعتها اجتماعية جدا بس تخاف مثلا من الأفراح وهكذا
عزيزتي الوالدة،
تحياتي لك وأشكرك على استشارتك،
فاتني من استشارتك يا عزيزتي السؤال، فلم أجده. إلا أنني أستشعره بين طيات السطور اهتمامك بها ورغبتك في ألا تتأثر بما يصدر حولها من صوت عال. وأنا بطبيعة الحال أقدر جدا اهتمامك، ولكن لا يوجد حقا ما يمكننا فعله بخصوص تأثرها بما يحدث حولها، إذ إن تأثرها طبيعي للغاية. من الطبيعي أن تنزعج من وجود مشاحنة أمامها، من الطبيعي أن تخاف من صوت غاضب حولها، وإذا تكرر ارتباط علو الصوت بالنزاع والغضب والتوتر، فمن الطبيعي أن تتحسس هي من أي صوت عال لأنه سيعني بالنسبة لها مزيجاً موتراً من المشاعر والصور والأفكار التي كونتها عن الأصوات العالية. تبدو لي طفلتك أنها ذات مشاعر رقيقة، وقادرة على استشفاف مشاعر الآخرين أيضا والاندماج معها، هذا ما جعلها اجتماعية ومشاركة بأنشطة مختلفة، إلا أن هذا يعني أيضا اندماجها وتأثرها شعوريا بمشاكل الأهل ومشاكل البيت وهي مشاكل أكبر من كاهلها بكثير ولا عجب أن تتلعثم ويتعثر تنفسها.

أقترح أن تنتهز الأسرة فكرة زيارة الطبيب النفسي لتقوم بها بشكل جماعي لحل المشكلات الأسرية التي تدور أمامها، ولتستكشف الأسرة أسلوبا مختلفا لحل المشكلات يتضمن قدرا أقل من الصوت العالي ومزيداً من التفاهم. كما أنه من المفيد أن يفحص الطبيب مشكلة التلعثم واضطراب النفس ليساعدها على التعبير والتعامل مع القلق والمخاوف الناشئة من مشكلات الأسرة.
تمنياتي لك ولصغيرتك بالكثير من الحب والطمأنينة.

اقرأي أيضاً:
آخر تعديل بتاريخ
02 أكتوبر 2017