14 مايو 2018

ابنة الـ 16 الهاربة تحتاج احتواء واستيعاباً

أختي عمرها 16 سنة، هربت من البيت، وخلعت الحجاب منذ أكثر من 10 أيام، واحتمال كبير أن أعرف كيف أصل إليها غداً. كيف أتصرف معها؟ هل ندخلها مستشفى للأمراض العقلية؟ ماذا أفعل؟ أرجو الرد في أسرع وقت؟
الطبيب:

أ.د.

الابن الكريم عمر؛
أقدر طبعا قلقك وقلقكم على أختك، وأتمنى أن تستطيع الوصول إليها وتكون بخير وتطمأنوا عليها.
في رسالتك لم تذكر أي شيء عن أسباب هروبها من المنزل.. هل تم التعامل معها بعنف؟ هل حاولتم إجبارها على أي شيء لا تريده؟ هل تم تهديدها وخافت من عقاب ما؟

لا أفهم ما هو المبرر للذهاب بها لمصحة الأمراض النفسية.. فأنت لم تذكر أي أعراض تدل على أنها مريضة نفسية.. وفي النهاية المصحة النفسية ليست مكانا لحبس من نريد حبسه لنتخلص من متاعب رعايته، ولا يدخلها إلا مرضى يحتاجون الحجز فيها، إما لخطورتهم على أنفسهم أو على المحيطين بهم.


أختك في حاجة لحب وحنان واحتواء أهلها، ومن الواضح أنها تعرضت لضغط شديد.. قد تراه أنت وأهلك ضغطا بسيطا.. ولكننا لا نستطيع أن نحكم إلا من منظور الشخص نفسه.. وبالتالي ما تعرضت له كان قاسيا جدا بالنسبة لها.. قد تكون حساسة بزيادة.. ولكنه كان شديدا مما اضطرها للهروب.

ما أنصحك به - إذا وفقت في الوصول لها أو إذا عادت بمفردها - أن تستقبلها بحب الأخ القلق على أخته، وحبذا لو كان معك شخص حنون من أفراد العائلة وهي تحبه؛ كخال أو عم أو جد أو جدة.

تذكر أن هدفكم الآن هو رجوع أختك لحضن أسرتكم أولاً، وبعدها يأتي وقت العلاج والتقويم، والتقويم لن يكون أبدا بالقسوة ولا بالشدة ولا بالتخلص منها في مصحة للأمراض العقلية لمجرد التخلص منها.. العلاج والتقويم يحتاج حزم المحب.. والمحب الحازم سيجلس معها ويتحدث معها على خطورة تصرفها عليها هي شخصيا.. وكيف يمكن أن نتجنب تكراره.. وقد نقترح علاجاً لها.. وللعائلة ككل.. فالحقيقة المرة يا صديقي أن مشكلة أختك وهروبها من المنزل تدل على وجود خلل ما في العائلة وفي طريقة التعامل معها.. والخلل ظهر في أضعف حلقة وهي أختك.



عمر أنت أخوها وسنّكما متقاربة، ويمكن أن تكون الأقرب لها، ويمكن بقربك لها أن تستطيع أن تردها لحضن العائلة، ولكن المسؤولية كبيرة عليك وحدك، وتحتاج لدعم من الوالد والوالدة أو من يقوم مقامهما.

دعواتي أن يطمئنك الله على أختك.
آخر تعديل بتاريخ
14 مايو 2018