14 يونيو 2017

أنت ابنة فقط.. فالتزمي بدورك بين والديك

ما الطريقة الصحيحة للتعامل مع الوالدين عندما يتقدم بهما العمر، فالوالد جاوز الثمانين والأم جاوزت الستين، والوالد بالإضافة لسنه فقد أصيب أخيراً فى حادث أدى إلى لزومه الفراش وتدهور حالته النفسية، وكان الوالد مسافراً سنوات طويلة بالخارج للعمل وتزوج من امرأة فقدت زوجها ولديها أطفال وليس لها عائل، واكتشفت الوالدة ذلك بعد 16 عاما، أصيبت على إثرها بعدة جلطات أثرت بشكل جزئي على المخ، وقام الوالد بتطليق تلك المرأة حفاظاً على زوجته،، وأخيراً عرضناه على طبيب نفسي وسأله إن كان تأثر بذلك أم لا، فأجاب بنعم لكن زوجته الأولى الأصل وكان لازم يعمل كده حفاظاً على العشرة بينهما،، وسؤالي ما دوري بينهما وكل منهما يرى أحقيته بسماع كلامه وبره فى ظل طلباتهما المتعاكسة مع بعضهما،، وخلافاتهما التى لا تنتهي،، أرضي أبي الذي وصل به الحال للخوف من كل شيء مع تعبه على حساب أمي ذات الشخصية الحساسة التى تعبت فى تربيتنا وترى مزيد أحقيتها فى البر والوقوف بجانبها ومريضة أيضاً هى الآن, 
أهلاً وسهلاً بك يا صديقتي، 
أنت في موقف لا تحسدين عليه فعلاً، ولكنك تحتاجين لحسم مهذب؛ ﻷنك لست طرفاً في حساباتهما تلك من الأساس؛ فأنت ابنة لكليهما، ولن يجدي أن تقومي بدور آخر غير أنك ابنة لكل منهما؛ فلن يجدي أن تكوني المصلح، ولن يجدي أن تكوني الحكم، ولن يجدي أن تكوني الجلاد.

أنت بينهما رمز لكل ما كانا يريدان اختياره ولم يقوما به، أو بمعنى أدق كل منهما يريدك أن تكوني في فريقه أخذاً بثأره من الآخر، وتنكيلاً فيه؛ فلقد اختار والدك الزواج من وراء والدتك؛ فهذه مسؤوليته التي عليه أن يتحمل نتائجها دون أن يستميلك، أو لكي يغيظ والدتك بك، وكذلك اختار أن يترك الزوجة الجديدة لأجلها رغماً عنه؛ فلا يجوز أن يدفع أي شخص ثمن اختيارات آخر.

وكذلك والدتك اختارت أن تكمل حياتها وحيدة مع أولادها، تقوم بمسؤولياتهم وحدها مقابل أن يغترب زوجها ليحقق متطلباتكم المادية، ولم تختر اختيارات أخرى تختارها زوجات أخريات؛ فلا يجوز لها أن تجعلك، أو تجعلكم تدفعون ثمن ما تعتبره تضحية رغم أنه كان اختيارها، ولا يجوز أن تستقطبك تنكيلاً في والدك.

استسلامك لأي من تلك الأدوار، ومشاركتك بدون وعي في دفع ثمن اختياراتهما سيربكك، وسيؤذيك نفسياً دون أن تدري؛ فاستجمعي شجاعتك، وكوني حاسمة برفق، أخبريهما أنك تحبينهما، وأنك ستقومين برعايتهما وفق قدرتك، وأنك ستظلين مع الحق حيثما كان؛ ولا تتدخلي كثيراً في مجادلاتهما، أو رغباتهما المعاكسة، قومي فقط بما يمليه عليك دورك كابنة لوالدك، ووالدتك، حتى لو كان هذا الدور سيجعلك لا تفعلين شيئاً البتة لهما في بعض الأوقات؛ ﻷنهما في تلك الأوقات لا يحتاجان لابنة، ولكن لحكم، أو جلاد، أو كائد، وأنت لست كذلك.

اقرئي أيضاً:
اكتشفت خيانة أبي لأمي.. أنا مصدومة
آخر تعديل بتاريخ
14 يونيو 2017