01 يونيو 2017

أنا ماسوشية.. هل أحتاج علاجاً؟

من وأنا صغيرة كنت بحب أتفرج علي مشاهد الضرب والتعذيب بس مكنتش فاهمة إيه ده كنت فاكرة إن أنا الوحيدة اللي بحب اتفرج علي المشاهد دي لحد ما بالصدفة لقيت صفحات سادية وماسوشيه دخلتها ووقتها فهمت، وعرفت إني ماسوشيه بدرجة كبيرة، دخلت في علاقات كتير كان في منها علي النت، وفي منها كان علي أرض الواقع كنت بستمتع جدا بالإيذاء الجسدي والنفسي وحدودي في تحمل الألم كبيرة جدا، مكنتش بسمح إن الموضوع يوصل لأذي كبير يفضل معلم في جسمي بس مع الوقت لما بقي يحصل موقف يضايقني بقيت أنا اللي استخدم أدوات حادة وأجرح نفسي. سؤالي هل أنا كده مريضة ومحتاجة علاج نفسي ولا ممكن التعايش كده عادي؟ مع العلم إن أهلي ربوني بطريقة كويسة مكنش فيها أي نوع من أنواع الإهانه أو الضرب.
الطبيب:

د.

عزيزتي كاميليا..

أشكرك على سؤالك..

الإجابة على سؤالك هي بالقطع (نعم)..

نعم.. ما تصفينه هو مرض نفسي يستدعي تدخلاً علاجياً نفسياً عميقاً..
ما تصفينه هو حالة واضحة من حب إيذاء النفس وإلحاق الضرر (البدني أو النفسي بها)، ولو لم يتم ذلك على يد (آخر)، فإنك تقومين به بنفسك. وهذه الحالة اسمها في الطب النفسي (الماسوشية) Masochism، أو (التلذذ بالاضطهاد). وقد يتم ذلك بطرق وأساليب مختلفة، منها ما وصفتي، ومنها الدخول في علاقات عاطفية أو زواجية مسيئة، ومنها أيضاً الشكل الجنسي، والذي يتلذذ فيه طرف بتعذيب الطرف الثاني له جنسياً. فيما يشبه الإدمان.

وهناك العديد من الأمراض النفسية التي يصاحبها بعض التصرفات التي تتصف بأذى النفس أو التلذذ بالاضطهاد أو التعذيب أو الإساءة، أشهرها على الإطلاق اضطراب الشخصية الحدية Borderline Personality Disorder، والتي تتسم أيضاً بالاندفاعية، وعدم الاستقرار العاطفي، والخوف الشديد من الهجر والوحدة، والميول الانتحارية.

ولا يلزم أن تكوني قد تعرضتي في تربيتك لإهانة أو ضرب كي تصابي بهذا المرض فلدينا عوامل متعددة جداً لحدوث الأمراض النفسية، لا تمثل منها طريقة التربية سوى عامل واحد فقط من بين عشرات، وربما مئات العوامل، مثل الجينات، والظروف البيئية، ومستوى الذكاء، وحدوث أو عدم حدوث أمراض للأم أثناء الحمل، وغيرها كثير.

ما يجب عليك فعله الآن، وفوراً، هو البدء في رحلة علاج نفسي حقيقي. قبل فوات الآوان.

دعواتي لك.

اقرئي أيضاً:
هل طفلك عرضة للإصابة باضطراب الشخصية الحدية؟
الشخصية الحديّة .. كره الذات وإيذاء النفس
هل أنت حدي الشخصية؟ (ملف)
سلوكيات إيذاء النّفس.. خطر قد يهدد الحياة

آخر تعديل بتاريخ
01 يونيو 2017