25 ديسمبر 2019

أنا شخصية سيكوباثية.. هل لي علاج؟

لو سمحت أنا شخصية سيكوباثية، وعايز أتعالج بس هل في أمل لعلاج هذه الشخصية من الناحية الدينية والنفسية
أهلا وسهلا بك يا إسحاق؛
لا أعلم من أين أتيت بهذا التشخيص الدقيق لنفسك؟ فالشخصية السيكوباثيه شخصية غاية في التعقيد والصعوبة، للدرجة التي تجعل المتخصص نفسه يأخذ عده جلسات ليتمكن من الاطمئنان لدقة تشخيصه، ومدى عمق السيكوباثية في الشخصية؛ فهناك شخص غرق أو بمعنى أدق تعشقت شخصيته بهذا الاضطراب، وهناك من يحمل سمات لهذا الاضطراب من دون أن يصل إلى تلك الدرجة التي تحدثت عنها، وهناك من يحمل أكثر من اضطراب في شخصيته ومع امتزاجها تبدو وكأنها سيكوباث.



لذا التشخيص أمر في منتهى الخطورة إن لم يكن على يد متخصص متمرس قادر على تلك التفرقة، والتأكد من درجتها.

وعلى أية حال.. المتخصص النفسي حين يتعامل مع المصابين باضطراب الشخصية السيكوباثية يكون أكبر تحديان يقابلهما:
- أن الشخص السيكوباثي لا يتمكن من رؤية اضطرابه، ولا يعترف أبدا بأنه مريض، أو أنه يحمل قيما مشوهة، أو أنه مستغل كبير ومستخدم كبير لمن حوله، بل يرى أن من يشكو منه هو المريض الذي يحتاج لعلاج، فكم من أزواج يأتون إلى العيادة حيث تعاني الزوجة من زوجها، وهو يبرر كل تصرفاته بأنها هي السبب الوحيد لها، ولا يأتي للعلاج إلا ليثبت للمعالج أن زوجته هي المريضة التي تحتاج لعلاج، وكأن لسان حاله يقول "عالجوها وابقوا رجعوها".

- والتحدي الثاني الكبير هو أن الشخص الذي يعاني هذا الاضطراب لو اعترف بوجود هذا الاضطراب لديه، وهو صعب للغاية، ويكاد يكون مستحيلاً في بعض الأشخاص المرضى؛فسيحتاج لعلاج طويل الأجل يتوقف على درجة استفحال المرض لديه وعمره وعلاقاته.. إلخ.



وأنت تقول أنك تعاني من هذا الاضطراب، ولا أعلم هل شخصت بواسطة متخصص ماهر أم استنتجته وحدك؟ والأمر الثاني أنك تسأل عن العلاج، وهذا إن صح يدل على أنك في الغالب لست مضطرباً، ولكن قد تكون حاملاً لسماته، وهذا أفضل كثيراً، وتنظر للدين كجزء من العلاج، وهو الأمر المبشر الثاني، لذا أقول لك: اذهب لطبيب معالج لتتأكد أولا، ثم لتخضع لعلاج يناسبك، وهذا ما سيساعدك بصدق.. ودمت طيباً مستبصراً.
آخر تعديل بتاريخ
25 ديسمبر 2019