03 يوليو 2017

أم جديدة وأرفض ابنتي ولا أريدها

السلام عليكم أنا ولدت من ٣ شهور أول بنت ليا وأصلا الحمل حصل بدون ترتيب ومكنتش عايزة أخلف دلوقتي، ومن ساعة ما خلفت وأنا عندي احساس إني مش عايزة البيبي لدرجة إن بدعي ربنا ان مش عايزاها ومش عايزة أطفال وبكره نفسي بسبب الاحساس ده ومش عارفة استحملها
أهلاً بك وسهلاً يا ابنتي، أشعر بمدى توترك، وغضبك من خطوة الإنجاب من دون استعداد نفسي لذلك، ولست معك أبداً في مشاعر الذنب التي تغرقك كلما شعرت برفضك لما حدث؛ فشعورك بالغضب لحدوث الحمل والإنجاب من دون استعداد مسبق طبيعي، ولا علاقة له بأمومتك الحقيقية، وهذا أول ما تحتاجين له الآن، ألا وهو التحرر تماماً من مشاعر الذنب تجاه رفضك الإنجاب الآن.

أما الآن؛ فتعالي نفكر معاً في حقيقة رغبتك في تأجيل الإنجاب منذ البداية؛ فهناك من تؤجل الإنجاب متصورة أنها تحتاج لمزيد من الاستمتاع بالحياة قبل "التعطل" في تربية الأبناء، ومتطلباتهم، وأخرى تحمل بداخلها طاقة طموح علمي تتصور أنها ستتخلف عن ركب العلم بسبب الإنجاب، وغيرها تكره المسؤولية، وتحمل الأعباء ومنها مسؤولية وأعباء أطفال، ومنهن من يخفن خوفا كبيرا من الفشل في التربية؛ فتتصور أن الحل تأجيل فكرة الإنجاب حتى تستطيع، وأخريات قبع بداخلهن من دون وعي منهن أن الأبناء لعنة تصيب الأم تجعلها مقيدة في علاقة مع زوج مؤذٍ، أو أن العلاقة بين الأم وأولادها حتما مؤذية نتيجة خبراتهم، وغيره من الأسباب التي يعتبر بعضها طبيعياً ويمكن تجاوزها من دون تدخل نفسي، وأخرى تحتاج لتدخل نفسي متخصص، وهنا يمكنني أن أوضح لك بعض الأمور في شكل نقاط تستعينين بها:

- الاستمتاع بالحياة رغبة عميقة بداخل كل منا، لا تحتاج وقتاً فقط، أو أماكن، أو حرية حركة لتحقيقها؛ فلو أن هناك رغبة حقيقية بالاستمتاع في الحياة ستتحقق مع كل تفصيلة صغيرة، وستتحقق مع طفلة تحتاج لحضن يشعرك أنت بوجودك، وقبول لها يجعلها في سنوات متقدمة من عمرها تقبلك حين تحتاجين لقبول آخر لك، ولعب يشبع فرحة عندها، وعندك، ورعاية تتعلمين منها، وتستقبلها هي وتزيدها حباً، وصداقة، وثقة فيما بعد، ولا تغضي بصرك عن تلك الأمهات اللاتي يتمتعن، ويتحركن - مع جهد بالتأكيد - في الحياة مع وجود أطفال.

- الأهداف في الحياة ليست صماء صلبة، ولكنها تتحرك، وتتبدل، وتتغير، ويتعدل ترتيبها طوال الوقت؛ فتحصيل العلم مثلا، أو غيره من الأهداف، لن يموت، ولكنه قد يتبدل، ويتنقل قليلا لحين العودة له مرة أخرى في وقت أكثر مناسبة.

- المسؤولية، أي مسؤولية، هي في حقيقتها دور يمكننا القيام به بدرجة من الجهد نتحملها بطيب خاطر وبقدرة حقيقية وطبيعية، ولكن حين تغلف المسؤولية بالهم، والغم، ونحملها وحدنا دون مشاركة، من الزوج أو غيره، تكون منتهى العبء، لكن المسؤولية وحدها "احتياج" لدى البشر بدونه يختل توازنهم النفسي.

- كلما تمكنت من معرفة حقيقة سبب رفضك للإنجاب تمكنت من معرفة طريقة حل مشكلتك، وتذكري أنك تخلطين خطأ بين رفضك الإنجاب الآن، وبين رفضك ابنتك نفسها، والفرق كبير، وأثر كل منهما يختلف عليك وعليها، وهنا أقترح عليك التواصل مع متخصص نفسي إن لم تتمكني من تجاوز ذلك بما اقترحته عليك؛ ليضع يده على حقيقة الأمر؛ ﻷن رفضك لابنتك هو رفض لأنوثتك الحقيقية، وهو ما قد يسبب لها مشكلات نفسية كبيرة في المستقبل، وهو ما نراه في العيادات النفسية حيث نرى عددا كبيرا من الأبناء يترددون على العيادات النفسية فقط؛ ﻷنهم تجرعوا الرفض من أهلهم مما سبب لهم كثيراً من التشوهات النفسية، أو في علاقاتهم، أو في أدوارهم في الحياة؛ فلا تتركي نفسك في هذا الصراع، ومدي يدك لنفسك بالتواصل مع متخصص، أو تابعينا بتفاصيل نساعدك من خلالها هنا.

اقرئي أيضاً:
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
هل تعاني من تبعات إساءات الطفولة؟
فيلم "سبليت".. حين يقسمنا الألم

آخر تعديل بتاريخ
03 يوليو 2017