09 أكتوبر 2022

أمي تنتقدني وتشعرني بأني دوما على خطأ

بداية أعرّف، نحن عائلة مكونة من بنتين وولد وأنا البنت الكبيرة ووالدتي دائمًا تلعب دور الضحية وأنها ضحت بحاجات كثيرة لأجلنا هذا أولاً.. ثانيًا في أي موضوع تريد أن تكون هي الصح حتى لو كانت على غلط، وإذا حاولنا أن نفهمها برأينا أو ماهو صحيح تزعل وتعمل مشكلة وقد نوصل للأسابيع لاتكلمني، ودائمًا تقول لي جملة أنت تبغين نفسك أحسن مني وأعلم مني وكثيرة اللوم لي بأني أتشرط كثيرًا في المتقدمين لي للزواج وأني يأندم (مع العلم ا أن أغلب اللذين يتقدمون فيهم عيوب كثيرة حتى والدي يرفضهم) لكنها تحسسني بالذنب وأني ما أبغاهم يفرحون..

عزيزتي؛

في العلاقات طويلة الأمد وذات روابط الدم بالذات نجد أن الأشخاص يركزون على النقاط التي يختلفون فيها ويتناسون الروابط المشتركة. ومن الطبيعي أن لا نتشابه، في الأصل هو هذا المتوقع، حتى وإن كانت والدتك وأنت ابنتها، من الطبيعي أن تتناقشوا وتختلفوا وتتجادلوا. وما يجب أن نركز عليه، هو النقاط المشتركة، ودعيني أركز على آخر سطر ذكرته "أبغي أفرحهم"، إذن الغاية من العتب أو النقد الذي تقدمه هو من أجلك ورغبة في سعادتك.. وأوافقكِ أن الطريقة خاطئة، لكن لنر أيضا ما خلف الكواليس، لنر أيضا رغبتها ونيتها تجاهك، فهذا الأمر اجدى بذلك.

هناك أمر آخر أحب أن ألفت انتباهك له، بالمعتاد وبالذات خلال جلسات العلاج العائلي (family therapy) نجد أن الطفل الذي يشكل الأكثر اختلافنا مع أحد الأبوين، يكون هو أكثر طفل شبيه بهذا الأب أو الأم. وإذا فكرتِ بها جيدا ستجدين نقاط تشابه بينكما سواء في الصفات الجيدة أو الصفات التي تحتاج لتحسين، وقد يكون هذا أحد أهم أسباب الصدام بينكما... دعينا نأخذ خطوة للوراء ونرتب أوراقنا ونحاول أن ننظر للاختلاف بينكما من وجهة نظر جديدة..

بارك الله فيكم...

آخر تعديل بتاريخ
09 أكتوبر 2022