05 سبتمبر 2017

أمي تصادر حياتي.. حق الابن أن يكون نفسه

أنا عمري ٢٥ سنة ومرتبطة بشخص أحبه جدا، وهو يحبني ويساعدني لأتقدم في حياتي، وعلاقتنا مثمرة؛ من سنتين تقريبا ابتدت علاقتنا وبعدها تطورت، وخططنا لكل شيء تقريبا عايزين نعمل ايه ونسافر فين وكل حاجة. من شهر اتقدم لخطبتي عشان نقدر نكمل أحلامنا ونسافر مع بعض ونعيش زي ما احنا عايزين، بس قابلتنا مشاكل كتيير من أمي اللي عايزة تغير لنا خططنا تماما وتستبدلها بخطط من وجهة نظرها أحسن. ماما هي اللي ربتني بعد ما وفاة أبي وضحت بحياتها عشاني، بس هي بتعيش من خلالي.. دخلتني كلية كان نفسها تدخلها، ودلوقتي عايزة تجوزني بطريقتها، وأنا ملامحي مبقتش موجودة وسط الخلافات اللي بين ماما وخطيبي، مبقتش عارفة أغمض عيني وأشوف نفسي في المستقبل، بقيت عايزة أهرب من الواقع وخلاص ودي مش حياة.
الطبيب:

د.

عزيزتي نهى..

أشكرك على ثقتك وعلى سؤالك الذي أراه هاماً للغاية..

تبلغين من العمر خمسة وعشرون عاماً.. أي أنك إنسانة راشدة ومكلفة أمام الشرع والقانون. من حقك يا نهى أن تختاري حياتك، وكيفيتها، ووجهتها، وتفاصيلها.. من حقك أن تختلفي مع والدتك.. من حقك أن يكون لك طريقك الخاص بك، حتى وإن لم يسلكه غيرك.

من أكبر أخطاء التربية هي أن يريد الأب أو الأم أن يختار بالنيابة عن أبنائه، وأن يضع أقدامهم على الطريق الذي يظن أنه أفضل، وأن يحقق من خلالهم ما لم يستطع تحقيقه بشخصه. وعند أي اعتراض أو اختلاف أو مناقشة من جانب الأبناء، يقوم الأب أو الأم بإشهار سلاح بر الوالدين، الذي يصيب أبناءهم فوراً بالإحساس بالذنب، مما يقودهم إلى التراجع والانصياع لما يراه الوالدان فوراً..

والدتك يا نهى قامت بواجبها الذي أرفض أن يسمى تضحية.. فهو جزء من مشوار حياتها الذي اختارته وجددت اختيارها له كل يوم.. وليس عليك أن تدفعي أنت في مقابله أي ثمن سوى حسن العشرة والمعروف وطيب المصاحبة. ليس عليك أن تستجيبي لما تراه بخصوص حياتك وفقاً لمعطيات زمانها ومتطلبات عصرها وأسلوب تفكيرها الذي يختلف بالتأكيد عن احتياجاتك ووجهة نظرك وتقديرك لمسار حياتك..

التربية الناجحة هي التي تجعل أبناءنا مختلفين عنا يا نهى، وليسوا نسخاً مكررة منا.. التربية الناجحة هي أن يكون لدى أبنائي القدرة والشجاعة على اختيارات غير اختياراتي في الحياة.. وقرارات غير قراراتي في حياتهم..

أما بخصوص بر الوالدين.. فبرهما الحقيقي هو أن تكوني نفسك.. وأن تقولي لهما (لا) عند اللزوم، بكل احترام وأدب. وألا تقبلي أي ظلم من جانبهما.. لقد أُمرنا أن ننصر أخانا ظالماً أو مظلوماً (بأن نكفه عن ظلمه)، فما بالك بوالدتك يا عزيزتي.. هذا هو أحد جوانب البر الحقيقي للوالدين- أن تكفيهما عن ظلمك.. وليس أبداً الطاعة العمياء والإرادة المسلوبة.

توكلي على الله يا نهى.. اختاري ما ترين.. وقرري ما تشاءين.. وتحملي مسؤولية قراراتك.. حتى النهاية..

دعواتي معك..

اقرئي أيضاً:
كيف تعامل الوالدين إذا كانا مخطئين بحقك
أهلي يرفضون زواجي بمن أحب.. دليلك للتعامل
أمي سيكوباثية.. كيف أحمي نفسي؟

آخر تعديل بتاريخ
05 سبتمبر 2017