29 ديسمبر 2017

أكره أمي وأختي.. اقتربي لحسابك

أمي بقيت بكرهها، دايما بتتجاهلني وبتحسسني إن مليش أي لازمه في الحياه، وعمري ما هعرف أعمل حاجه صح.. بيبقى نفسي أحكيلها على موقف فرحني أو زعلني أو أي حاجه ما بتحاولش تسمعلي وبتتطنشني.. في حاجز كبير جدا بيني وبينها وعمرها ما حسستني اني بنت ولا اتكلمت معايا في حاجات شخصيه للبنات.. اللي بيضايقني أكتر إن هي وأختي الصغيره اصحاب جدا ولما بيتكلموا في حاجه وبدخل عليهم بيسكتوا وما بيرضوش يتكلموا قدامي.. انا بجد بقيت بكرههم (امي واختي )
أهلا بك يا رضوى،
كثيرا ما نتخيل أن "المفروض" أن يعطي الكبير للصغير، وأن تقترب الأم من ابنتها، وأن من يعاشرنا يقرأ ما نحتاجه منه، والواقع يحمل في الكثير من أحيانه العكس تماما؛ فلتقفي على واقعك أنت يا صغيرتي، وتصدقي أنك في علاقتك بأمك ستعطيها أنت الضوء الأخضر باحتياجك لها، وستكفي عن الصمت الغاضب؛ فهي لا ترى سواه، وكلما شعرت منك به؛ كلما زادت بعدا، فعليك أن تقتربي أنت من عالمها؛ لتطمئن أنك تهتمين لها، ولتفاصيلها كإنسانة قبل أن تكون أمك؛ فرفضك لعجزها عن فهم ما تحتاجينه يصلها، ويجعلها تشعر بوجود عدم راحة في تعاملاتها معك، وحين تفعلين ذلك؛ ستأتي التفاصيل، وسيأتي الحديث، وستحصلين على الاحتياجات التي تحتاجينها منها بالطلب الواضح، أو بتلقائية تفتقرها علاقتكما؛ لذا أترك لك الآتي لتراجعيه:

- غالبا ما يكون وراء مشاعر الكره حب غاضب؛ فغضبك من عدم أخذك لاحتياجك من أمك مع حبك لها يجعلك تشعرين بالكره؛ فاسمحي لنفسك أن تقدمي لنفسك "راحة" هي من حقك في علاقتك بها.
- الأم إنسانة وأنثى قبل أن تكون أما، ولكن ليس معنى ذلك أنها تفهم في كل ما يحتاجه دور الأمومة أو الأنوثة خاصة لو كانت أسيرة عائلة لم تدربها، ولم تعلمها ذلك، راجعي حياتها في بيت جدك وجدتك واكتشفي.
- حين نتقوقع ونغضب ونصمت، لا يرى من حولنا سوى "الخارج"؛ فدواخلنا وما فيها أهم، وأعمق، وأكثر أثرا فينا؛ لذا يحتاج احترامنا له أن "نعبر" عنه، ونتحدث فيه، وانتظار من حولنا أن يبادروا في ذلك هو خسارة لنا مستمرة بلا عائد.. فتذكري أن من حولنا لا يقرأون ما وراء السطور.
- اللوم والتأنيب والإشعار بالذنب لمن حولنا أكبر حاجز يفصلنا عنهم؛ فلتتذكري أن اللوم بكل صوره يشعر الإنسان بعجزه، والعجز مشاعر قبيحة مؤذية تضطر من يشعرها أن "يهرب" في كثير من الأحيان؛ فلا تجعلي أمك وأختك - دون أن تدري - تهربان منك.
- اعطي لتأخذي، فأنت ابنة كبرى، وأخت كبرى؛ وقيامك بهذين الدورين سيجعلك تجددين نظرتك لهما ولك.
- راجعي تصرفاتك بشكل حيادي؛ فلعلك حساسة بشكل يزعج، أو تنتقدين أو تسخرين، أو غير ذلك من الأمور التي تساعد في وجود حواجز بينك وبينهما.
وأخيرا.. كل ما اقترحت هو من أجلك أنت.. أنت فقط.

اقرأ أيضا:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
الاحتياج للانتماء غير المشبع.. قنبلة موقوتة
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة
أكره أمي المضطربة نفسيا.. ولا أشبهها
أكره أمي لأنها تحرمني من احتياجاتي
آخر تعديل بتاريخ
29 ديسمبر 2017