11 ديسمبر 2020

أكره أخي لأنه تحرش بي في الصغر

اخي تحرش ببي وبأختي ونحن صغار.. ولما كبرنا وأخبرنا أمي لم تقم والدتي بأي رد فعل ولم تحاسب أخي.. حاليا بكره أخي وأدعو عليه بالشر ولا يمكنني التعامل معه، وغاضبة جدا من أمي لانها لم تعمل شيئا لحمايتنا ونحن صغار ولم تقم بأي شيء لما علمت بالموضوع ونحن كبار، بل وتجبرنا على التعامل مع أخي بصورة طبيعية جدا وكأن شيئا لم يحصل.. هل اتكلم مع امي ولا ابقى ساكتة وغضبي بيزيد عليها علما اذا تكلمت معاها هقول كلام يجرحها جدا جدا؟
عزيزتي نورهان؛
وصلتني استشارتك في صحتك، ونمتن لك على ثقتك بنا راجين أن نكون عند حسن ظنك..
تعتبر الإساءات الجنسية واحدة من أقسى الخبرات التي قد يمر بها الفرد، وخاصة حين تأتينا من مأمن! فأنا أسمع بوضوح الأنين الذي كتبت به هذه الأسطر. وبالرغم من كون الإساءات الجنسية تاريخًا مشتركًا تحمله واحدة من كل أربع فتيات وواحد من كل خمسة فتية إلا أن ذلك لا يخفف من حملها إلا قليلًا.



لا تجبري نفسك على الغفران، لا تجبري نفسك على إحسان معاملته، لا تجبري نفسك على التبرير، تكفي إشارات حازمة وحاسمة للأم مثل: "فلان أذاني أذى لم أتخطَه، وعندما أتخطاه سأعامله بقدر استطاعتي!"..

لكن أنتِ يا سيدتي من تحتاجين للرحلة، رحلة اجتياز هذا الجرح العميق النازف، وصدقي أن خلف هذا الليل المعتم شمس فجرٍ قادم، لكنه يحتاج منا إلى السعي وقطع خطوات قد تكون صعبة في الاتجاه الصحيح.


إخبار الأم اليوم بما كان سابقًا سيضيف طبقة إضافية إلى طبقات الإنكار مدعومًا بمشاعر العجز والإخفاق في حماية فتياتها، بل وأن يأتي الخطر من الداخل، لن يكون من السهل عليها اجتياز هذا الحاجز السميك.

نحتاج أن نفرق ما بين الأذى الحاضر والحكاية الماضية، حتى وإن كانت حكاياتنا ماضية في الزمن حاضرة بالأثر. أما الأذى فلا بد أن نسعى لإيقافه بكل السبل المتاحة، ومنها طلب العون ممن يمكنهم إيقافه كالأهل. أما حكاياتنا فنحتاج إلى قصِّها من موضع الشاهد لا موضع المعاناة، بمعنى أن نسأل أنفسنا: متى ولماذا وأي جزءٍ منها ولمن؟


لأننا إن قصصنا حكاياتنا من موضع الأذى يشعر السامع أنه مطالب لفعل شيء ولا شيء يمكنه فعله في الحاضر ليغير الواقع، لكن أن ينصِت! ولذلك نحتاج أن نقصها ونحن منفصلون عنها مسافة ما تسمح لنا ألا نسقط فيها.

ما يعني أن نمشي أولًا رحلة تعافينا من الأذى، سواءً بشكل شخصي أو بشكل احترافي مع متخصص في معالجة الصدمات، ثم بعدها يمكننا أن نخبر من نشاء برحلة بطولتنا... ورجائي لك بالسكينة والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
11 ديسمبر 2020