20 أكتوبر 2018

أقمت علاقة مع زوج قريبتي فخسرتها

أقمت علاقة غرامية مع زوج إحدى قريباتي المقربات جداً لي، واكتشفت قريبتي تلك العلاقة وكانت تثق بي جداً، وتحول حبها لي إلى كره عظيم، وأصبحت تحتقرني، وأنا نادمة أشد الندم، وأعترف بمدى خطئي الجسيم، أريد أن أسترد ثقتي بنفسي، ومكانتي في نفس قريبتي، مع جزيل الشكر


أهلا بك يا أماني،
نحن نتمكن من التعامل مع أنفسنا حتى في وجود صعوبات أكثر من غيرنا، فقد لا تتمكنين من استعادة ثقتها بك ثانية، وهو جزء أساسي من رحلة شفائك الداخلية من تلك التجربة الصعبة؛ فتجربتك تلك ستحتاج إلى جهد وصدق ووقت؛ حتى تتمكني من رؤية ما الذي حدث، وسبب ما حدث؛ لأنه أهم مما حدث فعلا.



بداية رحلتك ستكون في قبولك - الذي لا يعني الموافقة - على أن ما حدث قد حدث، وأن عدم مسامحة نفسك سيكون أسوأ ما يمكن فعله ولن يصلح، أو ينقلك من مكانك؛ فقبول أن ما حدث قد حدث، وتسمية ما حدث أنه كان خطأ هو بداية رحلة التعافي، وخذي وقتك في تلك الخطوة مهما طالت حتى تكون صادقة بداخلك.

بعدها سيمكنك تقييم تلك التجربة، والتعرف إلى حقيقة ما حدث، الذي جعلك تقتربين من أمر لا يتفق مع حقيقة علاقتك بها؛ فقد تكتشفين أن وراء ذلك احتياجك إلى مشاركة رجل لحياتك، أو احتياجك إلى الحب، أو احتياجك إلى من يسمعك، أو احتياجك إلى من يدعمك، أو غيره؛ لتتمكني من التعرف إلى ما وراء قصة الحب المزعومة التي اختفت بمجرد معرفتها لها، واستقراره معها واختبارها بعد تلك المواجهة، ورغبتك في عدم خسارتها؛ وهنا قد تكتشفين أن احتياجك هو ما حركك لتلك العلاقة الخطأ، وليس الشخص نفسه؛ أو أنه شخص جيد ولكن يحمل من المساوئ التي لا يمكنك التعايش معها لو جعلت المشاعر في حالة حياد، أو لو سألت نفسك.. هل لو ظهر شاب من عمرك يحمل لك الاهتمام والحب، وبه صفات تحبينها، هل ستنجذبين إليه؟ وكلما كنت صادقة قريبة من نفسك فعلا؛ ستتمكنين من رؤية الحقائق.


وبعد ذلك تأتي الخطوة التي تليها، وهي الاعتراف بحقك في تلك الاحتياجات مع اختيار تلبيتها بالشكل المشروع، وفي الوقت المناسب، وهذا يحتاج إلى نضوج، هذا النضوج يمكنك زيادته بمزيد من التعرف إلى نفسك، وعلى الإقبال على الحياة بصدق من دون موت "مقنع"، وأخذ احتياجاتك من علاقات موجودة حولك من صديقاتك أو أهلك؛ لتحصلي على الرعاية والحب والإنصات وغيره حتى يأتي وقت حب رجل، ولو كانت هناك صعوبات في تلك العلاقات؛ فإصلاحك لها سيكون الجهد الأقل من الجهد في علاقة غير مشروعة ولا مؤكدة تحت جنح الظلام، وخسارة أي شيء مهما كان يبدو ثمينا لا تساوي شيئاَ أمام خسارة نفسك التي لم تكن تكذب أو تخون أو تراوغ.

كل خطوة تحتاج إلى وقت وجهد حتى يتم القيام بها فعلاً؛ فلا تتعجلي، وتذكري دوما أن تقبلي نفسك، واعلمي أن الخطأ يعلّمك، ولعل تلك التجربة القاسية هي بداية رحلة تغير جميلة صادقة مع نفسك إن أردت ذلك.
آخر تعديل بتاريخ
20 أكتوبر 2018