13 يوليو 2019

أفقد ثقتي في نفسي في المدرسة فقط

أنا لا أعرف مم أنا أعاني.. أنا عمري ١٧ سنة.. أحس بأني غير واثقة من نفسي مثلاً.. لا أحب أن أقرأ بصوت عالٍ.. ولما أجلس مع صحباتي أحس بأني غير واثقة من نفسي.. هذا الشعور يأتيني في المدرسة.. عكس حياتي مع أهلي وأقاربي أقعد واثقة وأتكلم بشكل عادي.. حتى أي مكان آخر أحتك بالناس وأتكلم.. بس المدرسة أحس فيها بأن ثقتي مهزوزة.
أهلا وسهلا بك يا ريم؛
إذاً، أنت فقط تشعرين بأنك مهزوزة، وتفقدين ثقتك في نفسك بالمدرسة، ورغم هذا يا ابنتي أقول لك: إن المدرسة ووجودك فيها بين فتيات أخريات قد يتشابهن معك أحيانا في أمور، ويختلفن عنك في أمور سواء دراسية، أو شخصية في مشاعرهن أو أفكارهن أو تصرفاتهن أو علاقاتهن ببعضهن البعض هو الذي كشف وجود اهتزاز بنفسك كما سمّيته أنت.. فعلاقاتنا بأنفسنا وبالآخرين عن قرب تكون في حقيقتها علاقات كاشفة لوجود أمور تحتاج مراجعتها داخل أنفسنا لا نراها، ولا حتى نتوقع وجودها بداخلنا ما دمنا في وسط علاقات بالنسبة لنا علاقات معتادة أو سطحية؛ كعلاقتنا بأهلنا أو بأشخاص ليسوا قريبين فعلاً منا.



ففي المدرسة قد تقعين في المقارنة، والتي تعتبر من أسوأ ما يمكن أن يقع فيه الإنسان على مدار حياته؛ فالمقارنة مؤذية لصاحبها؛ تجعله يشعر بالدونية أو الغرور، وتجعله يحكم على نفسه أحكاما غير عادلة كالفشل أو عدم الكفاءة أو عدم القدرة، أو حتى العكس، وكلما صدق الشخص الأفكار التي تنتج من المقارنات تلك؛ تراجع نفسياً أكثر، وكلما ترك نفسه في هذا التراجع؛ وتحول التراجع لأمر أكبر يعطل الإنسان عن مسيرة الحياة الطبيعية.



لذا دعينا نبدأ من أفكارك عن نفسك يا صغيرتي؛ ابدئي في مناقشة مدى صدقها وحقيقتها فعلاً على أرض الواقع، وتوقفي عن المقارنات والحكم على نفسك بأي شيء، وما أقوله هذا ليس سهلاً، ولكنه حقيقة طريق التغيير الذي تريدينه، وسيساعدك أن "تصدقي" أن لكل منا مذاقا يخصه، وطريقة تعامل تميزه، وطريقة تواصل له، وكلما اقتربت من نفسك، وتعرفت عليها وقبلتِها؛ تحررت من المقارنة والتقوقع عمن حولك، واقرئي هنا مشكلات متشابهة ستفيدك كثيراً.. هيا ابدئي.
آخر تعديل بتاريخ
13 يوليو 2019