19 يناير 2018

أغار على حبيبي.. هل غيرتي زائدة؟

قريب لي يكبرني بعام ونصف العام، أعجب بي من حوالي خمس سنين، ثم بدأ محادثته معي منذ سنتين على فيسبوك، إلى أن صرّح بحبه لي، مشكلتي أنني أحبه وأغار عليه جدا، غيرتي مرضية بسبب انفتاحه الشديد مع قريبته، فهي تشتكي له دائما ويتبادلان المزاح كثيرا ويتواصلان بكثافة على فيسبوك، ولديه أيضا صديقات من الجامعة، ولا أدري كيف يتعامل معهن.. بالإضافة إلى أنني نشأت وكبرت في السعودية على عدم الاختلاط بالجنس الآخر إلا وقت الضرورة.. هل هذا مبرر لغيرتي؟ وأن يتعامل مع البنات أيا كنّ من أقربائه أو غير ذلك بانفتاح قوي، ويتعامل معهن للضرورة وبحدود؟ 
عزيزتي الفاضلة:
وصلتنا استشارتك في صحتك ونمتن لكم على ثقتكم بمنصة صحتك ونرجو أن نكون عند حسن ظنكم.
الغيرة الزائدة هي نمط مرضي، مصدره رغبة التحكم في الآخر والسيطرة عليه إما لضعف الثقة في الذات أو في الآخر، وهي نمط خانق لا يؤدي إلا إلى نفور شريك العلاقة واختناقه.

أتفهّم كذلك انتقالك من بيئة اجتماعية لها طبيعتها ونمط علاقاتها إلى بيئة قد تختلف شيئاً ما في أنماط العلاقات بين الأفراد، ومستوى الاختلاط المتعارف عليه فيهما، وهنا تكمن أهمية الحوار، وأعني به الحوار المتفهّم الذي يهدف إلى فهم الآخر وليس إلى الحكم عليه، إدراك منظوره وليس تعديله، ثم بعد ذلك نتجه إلى تقريب وجهات النظر، والاتفاق على قيم مرجعية يمكن الرجوع إليها عند الاختلاف.

من خلال الحوار الصحّي يمكنك توصيل مفهومك عن علاقة الفرد بالجنس الآخر، وتوضيح احتياجك لقدر من الأمان في العلاقة، وما يعنيه الانفتاح الزائد بالنسبة لك. والمهم هنا أن لا يختلط لديك الحوار بالاستجواب، فلن يحب أحد أن يشعر بأن هناك رقيب على أفعاله وتصرّفاته، فالعلاقة الزوجية مبنية في الأساس على القبول وليس التغيير.

النقطة الأهم وأختم بها، هي نظرتك لنفسك ومدى ثقتك بها، ومدى التهديد الذي يمثله انفتاح خطيبك على الآخر بالنسبة لك، فهنا يكمن الخطر، أن تكون الغيرة ليست فقط توجه لحماية الآخر والاستحواذ عليه ولكن أيضاً لحماية الذات من تهديد محتمل أو مفترض.

اقرئي أيضاً:
الغيرة الزوجية.. متى تصبح مرضاً ينبغي معالجته؟
الغيرة المرضية ليست حباً
خيانة خطيبي السابق تحبسني
آخر تعديل بتاريخ
19 يناير 2018