17 مايو 2023

أعيش صراعًا داخليًا بسبب ملابسي المحتشمة

أنا أمراة متزوجة وموظفة، أرتدي الحجاب والملابس العريضة ولا أضع أي مكياج عند خروجي من المنزل لكن لدي رغبة داخلية بارتداء بعض الملابس التي تظهر أناقتي ورشاقتي وأضع بعض الميكاج الخفيف عندما أخرج، إلا أن هنالك صراعًا بين رغبتي هذه وبين تعاليم الدين التي تمنع ذلك، وكذلك البيئة المحيطة لي من قبل الزوج والعائلة والمجتمع، كيف يمكنني التخلص من هذا الصراع الداخلي؟

أهلا وسهلا بك يا صديقتي؛

نعرف إدارة أي صراع حين نعرف أسباب تكوينه، فنتعرف عن قرب على أسباب ظهوره وشدته، وإلى أي نتيجة يهدف هذا الصراع، وهنا أنا أحدثك عن أي نوع من أنواع الصراعات، لذا إن أردت التخلص من هذا الصراع فانظري متى يظهر لديكِ، ولا أقصد بالطبع السبب الظاهري، فلا أقصد عند رؤيتك لمن يرتدين ملابس تظهر الأناقة وجمال الجسم، ولكن أقصد أعمق من ذلك؛ لأنه هو السبب الأكثر تأثيراً، فربما يظهر هذا الصراع في حضور نساء يتمكن من الإحساس بتميزهن الأنثوي، ويتلقين المدح على تميز اختياراتهن للملابس والألوان والقصات، أو تميز رشاقتهن؛ فربما هذا هو أصل ما تشعرين به، وليس فقط لإظهار الأناقة والمفاتن.

لكن، ربما لأنك لم تحظي بالتدليل هذا، أو المدح والإعجاب الذي يخص تميز اختياراتك وجمال ورشاقة جسمك كأنثى من أهلك أو زوجك، الخ، أو ربما لم يتم التأكيد عليكِ منذ طفولتك على جمال ملامح وجهك الأنثوية، أو جمالك بشكل عام، وربما تجدين السبب يعود لوجودك وسط فريق؛ فلا تجدي فرصة للتميز وسط الفريق وهذا منذ كنت صغيرة، أو غيره من الأسباب التي إن اقتربت بصدق من نفسك فيها ستتمكنين من رؤيتها، ثم تعودين لمتابعة أصل الأسباب لإصلاحها بداخلك وليس من خارجك؛ فتمارسي تصديقك لنفسك بأنك مميزة وجميلة بتفاصيلك وتكوينك، وتطلبي احتياجك للغزل ممن حولك من أهلك وزوجك فهو حقك، وتقُيِّمي بعيدا عن تلك المساحة ما تتميزي به داخل فريق عملك، وتعيدي تقديرك له بشكل أعدل وباحترام أكبر، وذكري نفسك بأهدافك التي تطمحين لها من زيك الآن واجتناب وضع أي مكياج، وزيدي من جرعة تذكيرك لتلك الأهداف بطرق مختلفة تثبتك وتعلمينها، وحين تقومين بتلك الخطوات بصدق ستجدين اختلافا كثيرا.

آخر تعديل بتاريخ
17 مايو 2023