22 فبراير 2021

أعاني من الهروب من المسؤولية والعمل الجاد

عانيت من فصام واكتئاب حاد عندما كنت أدرس في كلية الطب، وبدأت أتناول أدوية نفسية، وتوجهت لتخصص أسهل (أدب فرنسي)، وأصبحت أستاذا، ولكني لم أعد نشيطا ومثابرا كما كنت في السابق. بمجرد أن أبدأ في تعلم مهارات جديدة أشعر بالملل وبرغبة قوية في النوم والابتعاد عن العمل رغم أنني لست متعبا، وكأني أعاني من وسواس الهروب من العمل الجاد. رجاء ساعدوني لكي أصبح نشيطا ومنتجا كما كنت في السابق.
قبل أن أبدأ في الرد على سؤالك، أود أن أحييك على دأبك ومثابرتك في مقاومة هذا المرض؛ فمرضك يا صديقي من تلك الأمراض المزمنة التي حين يقرر الإنسان أن يعالجها بتعاطف مع الذات، وبقدر كبير من البصيرة والمصاحبة، تجعل صاحبها متعايشا معها، ومعها بالفعل وليس بالقول كما يزعم الكثير من الناس.



ومصاحبتك لمرضك جعلت ذكاءك وتفوقك العلمي يأخذ مساحة تعلو من حولك ومكَّنتك من الوصول لدرجة الأستاذية في هيئة التدريس. وكنت أتمنى أن توضح لي الجانب العلاجي الذي تحصل عليه في مقاومة مرضك بآثاره الجانبية وهي الاكتئاب الذي تعانيه ويبدو أنه ما زال له أثر حتى الآن؛ فهل:
- تواظب  على علاجك الدوائي كما اقترح طبيبك؟
- تراجعه على فترات لتناقشه في أي مستجدات تحدث معك؟
- تقوم بعمل أي أنشطة ولو بسيطة كبداية للمزيد منها كي تقاوم أعراض الفصام التي تتمثل في عدم الرغبة في الحركة والتواصل أصلا؟
- فكرت في الزواج أم لا؟
- كيف أوضح لك طبيبك درجة ونوعية الفصام الذي تعانيه، لتتمكن من ممارسة حياتك وكيف؟



الإجابات عن تلك التساؤلات وغيرها هي التي سيكون بداخلها حل لما تعانيه يا صديقي الآن بلا أدنى شك، وأنا أثق جدا في أنك ستقوم بتلك الخطوة؛ لأن تاريخك في ما فات يوضح كم أنت شجاع في مواجهة تحدياتك، وكم أنت دؤوب في السير في طريقك الذي ترسمه لنفسك حتى وإن زارتك أحيانا بعض المنغصات؛ فلا تستسلم لما تشعر به الآن لأنها من أعراض الفصام التي يمكنك تجاوزها إن شاء الله مع طبيبك الذي يتابع حالتك...هيا يا ولدي قم بتلك الخطوة.
آخر تعديل بتاريخ
22 فبراير 2021