07 فبراير 2021

أعاني مشاعر الكره تجاه إخوتي غير الأشقاء

بابا لسه متوفي من تلات شهور كنت مرتبطه بيه اوي وبحبه عندي اخوات من الاب وكانوا مش بيحبوه ولا يقدروه ولا يهتموا بيه الاهتمام الكافي هما عمرهم ما حبوني ولا حبوا امي .. مشكلتي اني بكرهم جامد هما عمرهم ما عمالولي حاجه او دايقوني بس بكرهم عشان كانوا بيكرهوا بابا وانا كنت بموت فيه كرهاهم عشان عمرهم ما حبوني.. هما ساكنين معايا في نفس العمارة مش بيسلموا لما حد بيشوفني مش بيسالو ولا يعبرونا... انا مش مسمحاهم ابدا وكرهاهم خالص ونفسي اتخلص من المشاعر دي مش عارفه ازاي انا الموضوع واصل لدرجه اني لما بسمع صوت حد فيهم بحس اني عاوزه اعيط ومش طايقه اسمع صوتهم.. اعمل اي اسامح ازاي وازاي اقدر اوصل لسلام النفسي من ناحيتهم ازاي اتخلص من مشاعر الكره الشديده دي لانها بتأذيني
عزيزتي..
تسألين كيف تتخلصين من مشاعر الكره، وأقول لك بأن تتفهمي حقيقتها أولا ثم تبدئي في ممارسة التخلص منها. وأرجو أن تنصتي لتفسير العلم عن مشاعر الكره..

مشاعر الكره مشاعر طبيعية في البداية؛ فلا يمكن لشخص أن يشعر بالحب إن لم يختبر مشاعر الكره، ومن الطبيعي أن نعرف متى نشعر بالكره ومن هم الذين يفجّرون تلك المشاعر؟ ولماذا؟ وما هي حقيقة الكره؟



نحن نكره الآخرين حين يتعاملون معنا بدونية، أو كأننا غير موجودين بالأساس، أو حين يتعمدون إيذاءنا عن قصد، أو حين يأخذون منا ما نتصور أنه حقنا، وغيره من الأمور التي تقترب كثيرا من تلك الأمثلة.

من الذي يفجر تلك المشاعر؟

هل تتخيلين أن من يفجرها هم من في الدائرة التي تكون قريبة منا، أو تنال من هم في الدائرة القريبة منا، كما حدث معك بالضبط! فالأشخاص الأكثر بعدا لا نشعر تجاههم بالكره، وإن شعرنا فيكون غالبا لأنه يقترب من شخص أو شيء يهمنا جدا.

لماذا نشعر بالكره؟

لأنها المشاعر التي تحمينا من الألم الأكبر الذي يسببه كثرة التعامل مع هؤلاء الأشخاص، فحين استتر وراء مشاعر الكره تجاههم؛ سيقل الاحتكاك وتقل مواقف مواجهة تلك المشاعر الصعبة.

بقي أن أحدثك علميا عن ماهية الكره في غالب الأحوال..

حين نقترب بصدق شديد وموضوعية من مشاعر الكره تجاه الأشخاص القريبين، نجد أن حقيقتها عبارة عن "حب غاضب جدا منهم"، أو "احتياج شديد جدا لهم"، ولكن على مدار الوقت وتفسير التصرفات والغرق في الأفكار التي تأكدت بداخلنا من خلال تصرفاتهم أو تفسيرنا لها، فهذا الألم الشديد يعود من دون أن تدركي حبك الغاضب جدا منهم واحتياجك للاستئناس بهم كإخوة لك وعائلة كبيرة تحتضنك وتحتويك يا ابنتي.



فمشاعر الكره تعني أنهم يعنون لك الكثير، وأتفهم كثيرا ما قد يدفعك إلى رفض كلامي، ولكن هذا يعود لسبب أنك لم تزوري تلك البقعة العميقة في داخلك من قبل. وأقترح أن تبدئي في القرب من تلك المساحة وقبولها وتفهّمها وعدم رفضها أو إنكار وجودها، فهذا لن يفيد أبداً.

ثم تذكّري أن لكل فعل رد فعل، والذي يعي هو الذي يحمل قدرة أعلى على إدارة العلاقات؛ فتبدئي في تغيير رد فعلك المعتاد من دون أن توصلي رسالة توسل أو تسول ولا الرسالة القديمة، وهي أنه لا فارق في التواصل من عدمه، وهكذا بتدرج مع من تتوسمين فيه خيرا؛ لتبدئي في الحديث عن احتياجك لوجودهم كإخوة وعائلة أيضا من دون تسول أو إهمال.

وهذه الخطوات تستحق أن تأخذ وقتها الطويل نسبيا لتحقق هدفها، وتحتاج قبلها تصديقك بحقك في أن تكوني في عائلة طبيعية تتحابّ بعيدا عن سخافات الكبار أو التاريخ الذي يحمل حتما ألما للطرفين.. ولكنك لم تعلمي بعد عن ألمهم شيئا.
آخر تعديل بتاريخ
07 فبراير 2021