28 فبراير 2022

أعاني الخوف من الهجر

دائما عندي تخوف من الهجر.. ما السبب؟

عزيزتي؛

يؤثر الخوف من الهجران، سواء الشعوري أو الجسدي، من أقرب الناس إلينا بشدة على الصحة النفسية. وأحيانا ينشأ هذا الخوف بسبب صدمات من أفراد مقربين تعرضنا لها، وأحيانا يكون جزء من أحد الاضطرابات النفسية والمسمى باضطراب الشخصية الحدية.

لكن، قد يكون الخوف من الهجران أمرا طبيعيا عند وجود دليل على هذا الهجران، أما عند غياب الدليل فهذا ما يسميه العالم النفسي جون بولبي نمط التعلق غير الآمن، والذي يتكون نتيجة طريقة التنشئة التي تربينا بها ونمط تعلقنا بمقدم الرعاية الأساسية (غالبا الأم) في الشهور والسنوات الأولى من عمرنا، والتي قد تتسم في هذه الحالة بعدم ثبات الرعاية المقدمة أو عدم الثقة بوجودها واستجابتها للطفل عند الاحتياج.

 

وهذا النمط يؤثر بشدة على العلاقات القريبة، وخاصة العلاقة الزوجية فيما بعد، لأنه قد يدفع الشخص لتقديم تنازلات كثيرة فقط من أجل الحفاظ على الطرف الآخر في العلاقة خوفا من الهجران والذي قد يؤدي للاحتراق النفسي داخل العلاقة، أو قد يؤدي في بعض الأحيان إلى إغراق الطرف الآخر بمزيد من "التضحيات" التي قد تسبب له الضجر لأنه لم يطلبها.

ويمكنك مساعدة نفسك من خلال القراءة أكثر عن أنماط التعلق الآمن وغير الآمن ومعرفة أي نمط تعلق أقرب اليكِ ومعرفة أسبابه وكتابة مشاعرك وأفكارك حول الآخرين ومحاولة تفنيدها. كما أشجعك أيضا على البدء برحلة علاجية مع أحد الأطباء أو الأخصائيين النفسيين القادرين على مساعدتكِ من خلال مدارس مختلفة، منها العلاج المرتكز على المشاعر  لمعرفة نمط تعلقكِ ومساعدتكِ في الوصول لنمط تعلق آمن.

 

آخر تعديل بتاريخ
28 فبراير 2022