30 مايو 2021

أشعر بمتعة وراحة عند أذية الآخرين

انا أشعر بمتعة عند أذية مشاعر الأشخاص ، لا أعرف كيف أتوقف ، أكذب كثيرا ، لا أعرف أن أحافظ علي العلاقات إلا عندما تكون هناك مصلحة أو أريد التلاعب بمشاعره ، لا أتأثر بمشاعر الحزن أو الفرح لدى الآخرين ، لطالما كنت أظن أنني مختلف ومتفوق عن الناس ، لا أعرف كيف أتخلص من القلق ، لا أحسب العواقب ولا أفكر فيها، أريد أن أفكر مثل الأشخاص الطبيعيين، لا أن أفكر وأخطط كيف أؤذي الناس، وأكتئب عندما تفشل إحدى خططي .
عزيزي؛
بداية الحل تكمن في الإدراك أن هنالك مشكلة وأمرا خاطئا يحتاج لتصحيح،، لذلك فأنا أشد على يدك لوعيك بهذه النقطة فهي من عوامل القوة التي ستساعد من أجل التغيير.

كلنا كبشر، نعم كلنا نسعى لتلبية رغباتنا ولتوفير سبل ووسائل الراحة والمتعة لأنفسنا، هذا حقنا وهذا ما نطمح إليه فطريا وهو مبني على أساس وقاعدة ثابتة وهي غريزة البقاء، وهي ثابتة لأنها الطاقة الخفية التي تدفعنا لكل شيء. لكن، هنالك نقطة مهمة جدا، غريزة البقاء لدينا ليس بالضرورة أن تكون معاكسة أو متناقضة مع غرائز البقاء للآخرين، بل هي مترابطة ومنسجمة معهم في الأعم الأغلب من الحالات، لذلك أريد منك التركيز على هذه النقطة.


وسعيك لتلبية رغباتك ليس بالضرورة أن يكون على حساب أذية الآخرين بل على العكس تماما ممكن أن ينسجم مع رغباتهم وتكون هناك متعة ورغبة تتحقق بداخلك فقط من هذه المساعدة.

أنت مدرك لنوازعك الداخلية بالسيطرة على الآخرين وحتى في إيذائهم أحيانا، هذا الإدراك سيساعد في مراقبتك لهذه النوازع ومن ثم توجيهها بصورة صحيحة سليمة، كما أخبرتك حتى مساعدة الآخرين واحترامهم هي نوع من أنواع تلبية الرغبات الداخلية ونوع من أنواع الانسجام مع القطيع الذي ننتمي إليه بل و حتى في بعض الأحيان أخذ المرتبة العالية وصعود الشأن بهذه الطريقة.

وكتابة الأفكار ومراقبتها وتحديد الجيد منها وتوجيه الخاطئ إلى الاتجاه الصحيح هي واحدة من أهم الطرق التي تُستعمل من أجل تغيير الأفكار.. ابدأ بها من اليوم، ستجد أن هذه الطريقة مع التدريب ومع الممارسة اليومية ستصبح منهج حياة تنتهجه بصورة طبيعية.


الانسجام مع الآخرين والتقرب منهم أيضا متعة، وأعتقد أنك ستجد فيها متعة أكبر بالذات عند استعمالك لفطنتك وذكائك فهذه الصفات ستسهل عليك الاندماج السريع مع الآخرين، وحتى لو كان هناك مصلحة، المصلحة ليست بالضرورة مادية، لا أبدا، المصلحة ممكن أن تكون مشتركة وجميع الأطراف تتشارك بها، الرفقة الجيدة ومعاملة المحيط بصورة سليمة سوية بها مصلحة للجميع وعلى رأسهم أنت.

أكيد إذا رأيت أن الموضوع غير قابل للسيطرة وأن الأمور بدأت تتشعب أو تسبب ضررا لك أو للمحيط، أرجو أن تلجأ للاستشارة النفسية مع طبيب نفسي والاستمرار بالجلسات النفسية معه...... فكر بكل ما طرحناه، وأعتقد أنك قادر على بناء منهج جديد يساعدك على أخذ طريق مختلف عن السابق بفطنتك وحدسك الذي ساعدك وسيساعدك في المستقبل.
آخر تعديل بتاريخ
30 مايو 2021