13 أغسطس 2019

أشعر بالذنب بسبب العلاقات السابقة

أنا كنت في مرحلة من عمري على علاقة بشاب ثم انتهت هذه العلاقة، وبعد هذا عاهدت نفسي ألا أقيم أي علاقة مع شاب مرة أخرى، مرت السنوات ثم تعرفت على شاب وعدني بالزواج، ولم ينفذ وعده، قطعت هذه العلاقة، ولكن بعد هذا حدث لي وسواس أنني لست إنسانة محترمة نتيجة دخولى في علاقة مرة أخرى، على الرغم أن هاتين العلاقتين لم يحدث فيهما شيء، ولكن تأنيب ضميري يعذبني كيف أتخلص من هذا الوسواس، وأرى نفسي محترمة؟
أهلا وسهلا بك يا شيري؛
أوافقك الرأي في أن هناك أفكارا لديك هي ما تحتاج إلى مناقشه، وإعادة تقييم والتي عبرت عنها بوساوس؛ فيبدو أن تواصلك مع نفسك وإدراكها - مشاعرك/ أفكارك/ تصرفاتك - هو ما عليك البدء به، فهذا هو بيت القصيد يا صديقتي.



البداية الحقيقية التي تحتاج منك إلى اهتمام وتركيز هي أن تتعرفي إلى نفسك كما خلقك الله تعالى قبل أن تتأثر بطريقة التربية، وخبرات الحياة التي خضتها، وهو ما يقال عنه في مجالنا النفسي تعبير "نفسك الحقيقية"، والمقصود بها أنت كما خلقك الله بتفاصيلك قبل أن تصلك مفاهيم وأفكار وطريقة تفكير في الحياة ومع الآخرين ومع نفسك؛ فميل الأنثى للرجل والعكس أمر فطري تماماً، ونحتاج لقرار الزواج؛ أن نتعرف إلى الطرف الآخر بشكل يساعدنا على اتخاذ قرار الارتباط به وعمل حياة زوجية وإنجاب أولاد منه أو لا؛ فكيف سنتعرف إليه، وكيف نأخذ الوقت الكافي لاستكشافه؟ فنحن مع أنفسنا التي نعاشرها منذ ولادتنا تستكشف فيها كل يوم أمر جديد؛ فكيف بآخر؟



وخلال فترة الاستكشاف نحتاج إلى أن نكون مسؤولين عن تصرفاتنا في تلك المرحلة بدءاً باختبار جدية الرغبة في الارتباط، ومروراً بالتعرف إلى تفاصيل الطرف الآخر كإنسان، وكحبيب، وكزوج مستقبل، وانتهاء بالتزام كل منا بالآخر، والالتزام بالعلاقة، فلماذا تجدين نفسك غير محترمة؟ أم كنت تقصدين مثلا أنك غير متدينة؟ أو أنك تتساءلين كيف ستتمكنين من الاطمئنان على نفسك في زيجة دون أن تعرفيه؟ وهذا يتعلق بكيف هي ظروفه؟ ولماذا لم يأت ليتقدم؟ أو ربما اكتشاف سوء اختيارك للإنسان الذي يستحقك، وتستحقينه، فكلمة "احترام" تلك تحتاج لمراجعة خاصة، وأنك ذكرت أنه لم يحدث شيء، وأنك كنت في تلك العلاقة والأخرى تقصدي الزواج لا غيره، لذا قلت لك إنك تحتاجين أن تتواصلي مع احتياجاتك باتزان ونضوج دون حكم على نفسك ودون إفراط أو تفريط.



كما تحتاجين لمراجعة العلاقتين؛ لتستكشفي أسباب عدم استمرارهما؛ فقد يكون السبب أنك ثانية تحكمين على نفسك بعدم الاحترام؛ فتتصرفين تصرفات تجعلك على غير طبيعتك؛ فلا يرى الشخص حقيقتك كما هي دون أن تدري، أو قد تكونين في حالة إنقاذ مثلاً للطرف الثاني لوجود ظروف في حياته، أو أنك ما زلت لا تميزين المشاعر بشكل عام فلا تتمكنين من التفرقة بين الإعجاب، والحب، أو ترضين بتعامل غير مناسب معك فيتطور للهجر، وغيره من الاحتمالات التي تحتاج منك مراجعة واهتماما أكبر بكثير من اتهام نفسك بعدم الاحترام، ولا بأس من التواصل مع متخصص يساعدك على فهم نفسك، واحتياجاتك، ومن ثم التواصل الصحي مع نفسك ومن ثم مع من سيشاركك الحياة.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
13 أغسطس 2019