12 أغسطس 2016

أسعى للكمال وأعيش بعالم من الأحلام

أشعر بعدم الرغبة في الزواج مرة ثالثة، وأعاني من الوزن الزائد وأشعر بالغيرة أحيانا من صديقاتي المتزوجات، وأعيش فراغا عاطفيا وأهرب إلى الأكل وأنا في أسوء حالتي. أسعى للكمال ومزاجية وعصبية وأبني لنفسي أحلاما، لكن سرعان ما أفوق منها. أريد أن أطمأن على وضعي النفسي، حيث أنني مررت بمشاكل عديدة، أريد أن أعرف هل أثرت على حياتي بشكل مباشر أم لا؟

الصديقة رانيا؛
تحية طيبة وبعد..
الزواج ليس هدفا بحد ذاته، بقدر ما هو وسيلة من وسائل تحقيق أهداف نعيها، ونحتاج لتحقيقها؛ ﻷنها تخص احتياجات حقيقية لدينا، فلقد تزوجت كما فهمت من رسالتك قبل ذلك مرتين
- فلماذا تزوجت؟
- ما هي الاحتياجات التي تتوقعين أن يحققها لك الزواج وتسعدك؟
- كيف ترين نفسك؟
- على أي قدر تتمكنين من فهم نفسك الحقيقية، ووضع يديك على احتياجاتك بصدق؟

أنت مثلا....لا تتحمسين للزواج للمرة الثالثة، ولكنك تغارين من صديقاتك المتزوجات، فما معنى ذلك؟ قد يكون معناه أنك لست في احتياج حقيقي لبناء كيان بينك وبين شريك يتطلب منك أنواعا مختلفة من العطاء، والمسؤولية، ويتحمل معك تحديات الحياة، ويدعمك، ويشاركك أفراحك، وأوجاعك، بقدر ما تحتاجين للشعور بعدم النقص، والشعور بأنك مرغوبة، والشعور بأنك موجودة وذات قيمة.

بغض النظر عن تقييم تلك الاحتياجات- فهكذا يكون مشوار فك الارتباط الخاطئ بين ما ترغبين فيه عما تحتاحينه فعلا..
مثال آخر هو تصرفك تجاه الطعام، فأنت تحتاجين للشعور بالأمان، والوجود، والثقة، والقبول، وعدم وجود ذلك يشعرك بخيبة أمل، وألم، وغضب، وتوتر، فترغبين في المزيد من الطعام.

عزيزتي، هل رأيت الفارق بين ما تحتاجينه، وما ترغبين في فعله؟ فأنت كأنك تذهبين للطعام لتقللي مشاعرك السيئة،  فهل وجبة طعام دسمة، أو بها سكريات تسد احتياجك للقبول، والثقة، وتقليل الألم؟
هذه المساحة هي حقيقة مشكلتك يا صديقتي، فالزواج، والعلاقات، الخ، هي وسائل لتحقيق احتياجاتنا الحقيقية حين نتعرف عليها، ونعترف بها، ثم نبدأ في طلبها وأخذها لنستقر نفسيا بصدق.

أنصحك أن تكفي عن التخبط، والتيه بين رغبات متعارضة مع احتياجاتك الحقيقية، والنظرة السيئة لنفسك؛ لتأخذي نفسا عميقا مسؤولا مسؤولية حقيقة عن إنقاذ نفسك، ﻷنك الأهم، ومشاعرك، وآلامك، وتخطي آلامك وتعافيك الداخلي هو الأهم، وهو الذي سيعالج كل ما تريدين معالجته، بدءا من "تخبطك وإحباطك"، مرورا بعلاقاتك، وانتهاء بزواج حقيقي يجعلك تحبين نفسك والآخرين.

هيا ابدئي، ولو بما أعطيتك من أمثلة صغيرة، حتى تكملي مشوارك مع متخصص يساعدك على تكملة الطريق، ويفضل أن يكون متخصصا يعالج بالعلاج المعرفي السلوكي والنفسي.

دمت بخير.

اقرأ أيضا:
8 حواجز تحجب عنك السعادة.. تغلب عليها
الاكتئاب جعلني أعيش غريباً بين أهلي
ضغوط نفسية وشهية زائدة .. كيف أتحكم؟
الاكتئاب.. علاماته وأسبابه
10 أغذية تعالج التوتر والشدة النفسية
8 علامات تتطلب استشارة المعالج النفسي

آخر تعديل بتاريخ
12 أغسطس 2016