02 نوفمبر 2018

أرجو المساعدة فقد تعبت

السلام عليكم ارجو المساعدة فقد تعبت.. كنت أعاني من نوبات هلع قبل 20 سنة.. استمرت معي 5 سنوات وشفيت منها تماما بالعلاج والجلسات، ولكن أصبت بعدها بالتوهم المرضي وخسرت أموال طائلة والفحوصات سليمة، والآن أعاني منذ شهر من التفكير المستمر في المسالك.. كنت قبلها لا أشعر بشىء.. ذهبت إلى الطبيب دون وجود أعراض وطلبت منه فحوصات ورفض، وأصريت عليه وعملي فحوصات، وكلها سليمة، ومع التفكير الدائم بأمراض المسالك أصابنني رغبة ملحة للتبول سببت لي اكتئاب.. ارجو المساعدة وشكرا
الأخ الكريم محمد الحربي؛
ألف سلامة عليك.. إنه لأمر مؤلم أن تعايش كل هذه المشكلات والآلام.. نشعر بك وقلوبنا معك.
اضطراب توهم المرض يصنف من ضمن الاضطرابات الجسدية الشكل، وفيه يكون الشخص منشغلا دائما بأن لديه واحدا أو أكثر من الاضطرابات البدنية الخطيرة، وكثيرا ما يفسر الظواهر الطبيعية والعادية باعتبارها غير طبيعية، ورغم طمأنة الطبيب وطمأنة التحاليل، إلا أن الشخص يظل مشغول البال بتوهم الإصابة بمرض ما.



والمهم أنه اضطراب نفسي، وله معايير محددة، ولا يتم تشخيصه إلا بواسطة الطبيب، ولا يجوز ولا يصح أن يقوم الشخص غير المتخصص بتشخيص نفسه، أو تشخيص المحيطين به؛ ويبدو أنك وقعت في فخ محاولة تشخيص نفسك.

ما أرجوه منك الآن وفورا أن تكف عن الذهاب لأطباء من التخصصات المختلفة، وأن تكف عن عمل الفحوصات، وأن تتجه فوراً للطبيب أو المعالج النفسي الذي لا يعتمد فقط على العلاج الدوائي، ولكن يقدم خدمة العلاج النفسي، والذي سيقوم في البداية باستبعاد الاضطرابات التي قد تتشابه مع اضطراب توهم المرض مثل:
- اضطراب الجسدنة
والذي ينشغل فيه الشخص بالأعراض المرضية نفسها، في حين أن اضطراب توهم المرض يكون الانشغال بوجود مرض خطير.

- الاضطرابات الاكتئابية
وتكون الأعراض الجسدية أو توهم المرض هنا ثانوية بعد حدوث اكتئاب.



- اضطرابات القلق والهلع
فقد تفسر أعراض القلق والأعراض الجسمية في نوبات الهلع أحيانا على أنها مرض خطير، ويطمئن أغلب المرضى بمعرفة أن تلك أعراض فسيولوجية نتيجة نوبات الهلع.

العلاج طويل ويحتاج صبرا.. ولكن الصبر على تبعات العلاج النفسي أهون بكثير من الجري على الأطباء وصرف الأموال الطائلة على فحوصات لا تأتي بأي نتيجة.


أخيرا عزيزي؛
ربما تحتاج أن تتعلم الإنصات لصوت شكاوى جسدك بفضول وشغف بدلا من الخوف والرعب، حتى تستطيع أن تتفاهم مع جسدك وتقرأ الرسالة أو الرسائل التي يرسلها لك ويحاول أن يخبرك بها؛ فقد يكون يحاول إخبارك بأنه يريد المزيد من الاهتمام والحب والرعاية من نفسك ومن المقربين منك.. تحياتي.
آخر تعديل بتاريخ
02 نوفمبر 2018