15 ديسمبر 2018

أخي تحرش بي وما زلت أعاني

لقد تعرضت للتحرش بشكل متكرر من قبل أخي الذي يكبرني بـ 9 سنوات، وتوقف لفترة، وكانت آخر مرة بعمر 16. آلمني هذا جدا وتسبب لي في اكتئاب عولجت منه منذ سنتين. وما زلت للآن أشعر بالغضب وأشعر أن هذا لا يزال يؤذيني. لم أخبر أحدا سوى أمي لأن أبي مريض نفسيا. ويبدو أن رد فعلها منذ الطفولة كان الخوف. وحتى في آخر مرة. وأخبرتها بأنني أتعالج. لكنني لم أرتح ولم أشعر براحة لأحكي لها كما أنها لم تشجعني على هذا. قبل 3 سنوات أخبرت أختي في نوبة بكاء. لكن لم نتحدث في هذا الأمر مجددا. الآن أنا أضطر للتعامل معه عندما يزورنا فقد تزوج. وأرتبك كيف أعامله. وعندما أتكلم معه بشكل عادي وضحك. بعدها أحيانا أحتقر نفسي. حتى أجد معالجا جيدا في بلدي؛ بماذا تنصحني لأنني أشعر فعلا بأن هذا الأمر يعيقني ويجعلني غاضبة وعصبية؟
عزيزتي منى/
غامر امتناني لك لثقتك فينا، ورجائي أن نكون عند حسن ظنك.
أن تسجل طفولتنا اعتداءً جنسياً، وأن يكون ذلك الاعتداء من مأمننا فذلك يعني أن الخبرة التي مررتِ بها هي خبرة غامرة، ولك أن تشعري بالفقد والنوح، هذا طبيعي، وهذا من حقك.

من حقك كذلك أن تغفري لنفسك هذه الخبرة، لست مخطئة، وليس الذنب ذنبك، ومن حقك أن تختبري الغضب والغصة تجاهه، ومن حقك - إن شئتِ - أن يعلم أنك اليوم لم تغفري - بعد - له، وأنك ما زلت تذكرين الأذى.


سيدتي الفاضلة، أرجو أن يكون جوابي لك بداية شفائك وأولى خطواتك لحياة غنية وذات معنى، أرجو أن نخطو سوياً هذه المرحلة:
١- العودة إلى الذات
هذه أولى خطوات شفاء الإساءة، وهي الاستقرار في نافذة التحمل، ونعني بنافذة التحمل الحالة النفسية التي يمكننا فيها أن نكون في مستوى وظيفي فعّال، وذلك من خلال التواصل مع مصادر الدعم، ومنها المصادر الشخصية كالهوايات والمهارات، والعلاقاتية كدائرة الثقة، والمتجاوزة كالتواصل مع الطبيعة ومع الله.

٢- معالجة الخبرة
وهذه مرحلة تحتاج لمساعدة متخصصة، وفيها تتم معالجة الإساءة ودمج شظايا النفس من جديد.

٣- رفع جودة الحياة
وهنا نمضي قدماً لبناء حياة جديدة، وتذوّق معنى مختلف.


وأود أن أؤكد أن الغفران رحلة وليس محطة، رحلة نمو وبناء وتطوير ونضج، وأولى مراحله إدراك الفقد والنوح عليه، ثم السماح واختبار الغضب. وأن أؤكد كذلك أنه ليس عليك أن تتعاملي مع المعتدي كأن شيئاً لم يكن، احتضني نفسك واحتويها.

ورجائي لك بالسكينة والسلام.
آخر تعديل بتاريخ
15 ديسمبر 2018