13 ديسمبر 2019

أخي تحرش بأختي.. ووالدتي ضربته

أخويا عنده 11 سنة، وأختي عندها 8 سنين، لسه قايلة دلوقتي إنه تحرش بها، فالمفروض إحنا يكون تصرفنا إيه، ماما أول ما عرفت جابت السكينة، وقالت له أذبحك وفضلت تهزأ فيه، من غير ما تسأله أو تعرف ده حصل ولا لاء فعلاً، ده كدة تصرفها صح؟ ودلوقتي مستحلفة له تضربه.. بابا مسافر.. إيه اللي يخلي طفل يعمل كدة؟ وإيه التصرف الصح تجاه البنت والولد؟
عزيزتي أريج؛
الهدوء هو كلمة السر في التعامل مع مثل هذه المشكلات لأنه يساعدنا على فهم الصورة كاملة.

أتفهم جداً خوف الأم وغضبها، وربما إحساسها بالذنب والتقصير لعدم رعايتها لابنتها رعاية كافية، وأتفهم خوفها من تكرار ما حدث، وإحساسها بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها في ظل غياب الأب أيضاً، وتحملها مسؤولية البيت كاملة وحدها.



وكما قلت الهدوء هو كلمة السر، فبه نفهم ما حدث تحديداً:
- أولاً: الأطفال لا يكذبون في مثل هذه الأمور
فلو قالت أختك أنه حدث فغالباً قد حدث، ووصف الحدث وتفاصيله يصعب على الأطفال تخيلها وحدهم، هنا المشكلة عند الأخت والأخ، وليس أحدهما فقط:

- ثانياً: كيفية التعامل مع الأخت؟
طمأنتها وبث الثقة والأمان في قلبها مرة أخرى، وعدم لومها على ما حدث، بل شكرها وتشجيعها لأنها أخبرتكم بما حدث، وتصديقها فيما تقول، وتعليمها كيفية حماية نفسها، وكيف تقول "لا" حين يطلب منها أي شخص شيئاً خاطئاً.

- ثالثاً: كيفية التعامل مع الأخ؟
الأخ لا يزال طفلا صغيرا رغم فارق السن، وتفسير سلوكه ومعرفة دوافعه في غاية الأهمية، فربما يكون هو الآخر ضحية لشخص أكبر أساء إليه، وهو يجرب ذلك مع أخته، وربما كانت تلك محاولة طفولية منه لاستكشاف الفرق بين الولد والبنت، ومعدل تكرار تلك المحاولات وتفاصيل ما حدث، يخبرك عن الفرق بينها.



أخوك أيضا يحتاج إلى الرعاية والعناية، واللوم المستمر والتوبيخ لن يساعد كثيراً، والذي ينبغي فعله، رغم إدراكي لصعوبة ذلك على الأم، هو محاولة قبوله مرة أخرى، وإعادة الثقة به، وتشجيعه على أن يحكي ويشارك ما حدث، وإذا كان قد تعرض لمثل ذلك أو شاهده في أي مكان، وتعليمه احترام حدود الآخرين، وأن هذا خطأ بكل هدوء، ومن دون توبيخ وعنف.

العلاقة بينهما مستمرة، وستستمر، ودورنا هو العمل على تحسين هذه العلاقة ورعايتها للوصول إلى أفضل شكل لها.. مع خالص تحياتي.
آخر تعديل بتاريخ
13 ديسمبر 2019