23 نوفمبر 2020

أخطأت ونادمة وأفكر في الانتحار

حصلت حاجه بينى وبين طليقى فى عربيته كل ما بفتكرها بحتقر نفسى، وبحس انى رخيصة، وبحس بالذنب لدرجة أنى بفكر فى اﻻنتحار، ﻷنى خايفة يكون حد شافنا وخايفة من ربنا. قررت احكى ﻷختى هى أقرب حد ليا وهى أعقل منى، كنت مستنية منها تنصحني أو اتحرر من احساسى لما احكيلها بالعكس بقيت مش عارفة أودى وشى منها فين وحسيت انى كشفت ستر طليقى، انا قرفانة من نفسى وخايفة من تأثير كلامي على اختى.. انا ظلمتها.. انا مستحقش اعيش.
أهلاً وسهلاً بكِ عزيزتي يسر..
شكراً لاختيارك لنا لطلب النصح والاستشارة.
عزيزتي يسر، سأبدأ من آخر جملة "أنا ما استحقش أعيش"، يسر لا يوجد ذنب لا يغفره الله طالما تتبعه التوبة، والتوابون هم أحق الناس بالعيش، شعور الذنب الذي يتملكك هو خير دليل على ندمك وطلبك لغفران الله.. اطردي من بالك هذه الأفكار وتعالي لنعالج الأمر بروية وهدوء.

لا أعلم بالضبط ما الخطأ الذي ارتكبته، لكنه يناقض مبادئك وبشدة، هذا ما فهمته من الرسالة، هذه أول نقطة أريدك أن تركزي عليها، أنت لست سيئة والدليل رفضك للخطأ وبكل جوارحك، شعورك بعظمة الذنب دليل على ضمير واعٍ ومدرك. لكنك أخطأت، وأنا لن أقول إنك لم تخطئي، أو إنه تم التغرير بك، بل أنت أخطأت.

لكن يسر، ألسنا كلنا خطاءين، ألا نمر كلنا بلحظات من الضعف نرتكب خلالها أفعالاً نندم عليها لاحقا. هذا ما حدث. ارتكبت خطأ في لحظة ضعف ووهن فكري، حكمك على الأمور اختل لحظتها، وميزانك للصح والخطأ أخطأ.

يسر، من يرتكب خطأ يجب أن يعاقب، وشعور تأنيب الضمير الذي تتألمين منه هو موجود من الأساس لسببين:
- الأول حتى تأخذي عقابك لمخالفتك مبادئك والصح والخطأ الذي تعرفين.
- والثاني حتى لا تكرري الخطأ.

أي أن شعور تأنيب الضمير بحد ذاته عقاب، وأنت لم ولن تكرري الخطأ، أليس كذلك؟ إذن تحقق السببان.

وإذا وجدت أن شعور الذنب ليس عقابا كافيا، ممكن أن تضعي عقابا آخر لكي تحققي الحق، لكن، ليس بالضرورة أن يكون العقاب ضررا، بالعكس ممكن جدا أن يكون عملاً تحببياً تقرباً إلى الله، ومن الأعمال المقترحة:
- الصيام.
- القيام بأشياء تطوعية لمساعدة الآخرين.
- القيام بأعمال كنت تؤجلينها.

وسأترك لك الخيار فأنت أعرف بذلك، لكن بعد انتهاء العقوبة هنا يجب أن نسامح أنفسنا ونعطيها الحق بالسلام وبإيقاف جلد الذات.

وبالنسبة لعلاقتك بأختك، قد يكون الأمر مفاجئاً لها، لذلك لم تعرف كيف تتعامل معه ولا كيف ترد عليك. لا تفاتحيها بالموضوع مرة أخرى، وإذا بادرت هي بذلك، أخبريها بأنك لن تكرري الخطأ ولا داعي للقلق عليك.

نقطة أخيرة، أحسست أن علاقتك بطليقك ليست واضحة المعالم، أرجوك يسر ضعي النقاط على الحروف، إما أن تكون العلاقة ثابتة على الانتهاء وإما أن تعود في الحلال، لا تسمحي للأمر بالتهاون فهو يجر الخطأ والعواقب الوخيمة، وأرجو أن تطبقي هذه الخطوات بالتعامل مع جلد الذات وأرجو لك النجاح في جميع مفاصل حياتك. رزقك الله راحة البال..


اقرئي أيضاً:
الشعور بالذنب.. سلاح مدمر
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
منهج وخطوات عملية لتقدير الذات

آخر تعديل بتاريخ
23 نوفمبر 2020