13 أغسطس 2018

أخشى أشياء عادية بعد حدث مخيف

حالتي بدأت منذ ٤ أشهر بعد أن تعرضت لموقف أخافني كثيرآ، بعدها بحوالي شهر بدأت تراودني أفكار غريبة، ومخاوف من أشياء عادية، مثل عندما أشاهد التلفاز أو عندما أشاهد القطار أو أنظر إلى الساعة، وكثيرا ما أريد أن أهرب من نفسي، وتفكيري يتوقف بحيث لا أستطيع التفكير، وقد تركت المدرسة لأني أخاف من البقاء وحيدة لأني أحيانا أرى نفسي كأنني شخص آخر، كأنني لا أعرف نفسي، حتى عندما أستيقظ من النوم أشعر بحزن، وكأنني في حلم وخوف وأفكار غريبة، حياتي لم تعد طبيعية مثل السابق، كأنني شخص آخر ولا أعرف نفسي فمن ماذا أعاني؟
عزيزتي ريمي
عند التعرض لخطر ما يفوق قدرتنا على التحمل قد نصاب بصدمة نفسية، وبعضهم قد يتجاوزها مع الوقت، وبعضهم الآخر يصاب باضطراب ما بعد الصدمة حين تستمر الأعراض والشكوى لعدة أشهر بعد الحادث.



أحيانا قد يحدث ارتباط بين بعض الأشياء وبين الحادث الصادم بكل ما يحمله من ذكريات ومشاعر.. أشياء قد تبدو طبيعية للجميع، ولكنها ليست طبيعية للشخص الذي مر بهذه الأزمة، ذلك أنها تذكره بالموقف بشكل أو بآخر مثل لون أو رائحة أو صوت أو مكان أو زمان.. المهم أن هناك ارتباطا شرطيا قد حدث بين هذه الأشياء، وعندما يمر الإنسان بالمكان أو التوقيت الذي حدثت فيه الصدمة يرسل الجسد إشارات إلى المخ، وكأنه يتعرض للحدث المخيف ذاته مرة أخرى.



وكأحد وسائل الحماية التي يحمي بها العقل نفسه أن ينفصل شعورياً عن نفسه، وكأن هذا الشخص الذي يمر بالخطر شخص آخر، وهذا أمر جيد وقت الصدمة، ولكن الأزمة في أن يستمر بعدها لأن الإنسان يعاني مما تحدثت عنه، مثل الاغتراب عن النفس أو عن البيئة المحيطة، وهذا أقصى أنواع الانفصال الشعوري.. تسبقه أشياء أخرى مثل فقدان الإحساس بالجسد والمشاعر، ويصبح السؤال عن الإحساس من أصعب الأسئلة التي يعجز المرء عن الإجابة عليها.


كل هذا وغيره من الأعراض يؤدي بلا شك إلى تغير الحياة، وتغير معنى وطعم الحياة، ولكن الأمر الجيد هو أنك لست مضطرة للعيش مع هذه الأعراض، وأن المتخصص في علاج الصدمات (طبيب أو معالج نفسي) يستطيع بمساعدتك أن يقودك أو يدلك خلال رحلتك للتعافي من هذا الحادث الصادم.
آخر تعديل بتاريخ
13 أغسطس 2018