13 أكتوبر 2020

أخاف أن تمنعني وصمة العلاج النفسي من الزواج

أنا مريض نفسي بالقلق العصابي وأتعالج من أيام المراهقة، وللأسف أتعرض لانتكاسات عند ترك الدواء، لكني الآن في عمر ٣٥، وأصبحت في مفترق طرق في هذه اللحظة، وبعد زواج كل أخوتي لم يبق إلا أنا، وأنا متردد حائر منذ ١٠ سنوات، فسؤالي إذا رغبت في الزواج.. الفتاة التي سأتقدم لها هل أخبرها بموضوع المشكلة النفسية وتعاطي الأدوية أم لا أخبرها وأمضي؟.. الوصمة الاجتماعية لا مفر منها، في نفس الوقت لا أستطيع أن أخبئ مشكلتي عمن سيشاركني حياتي.. بل حتى وإن حاولت شرح الأمر بطريقة مبسطة للفتاة كما نصحني أحدهم، لن تقبل الفتاة.. فالأمر مرفوض تماما في مجتمعي، والدتي حفظها الله مصرة على ألا أخبر هذا الموضوع لأي فتاة، فهي تقول مثلي سترفض.. لا أدري ماذا أفعل، حيران لا أرغب أن أعيش وحيدا، ولا أرغب في إخراج سري.. ماذا أفعل؟
أهلا علي؛
القلق من الأمراض المنتشرة، وهو قابل للعلاج والشفاء بإذن الله، ويتطلب علاجه أدوية وجلسات علاج، والتي تأتي بنتيجة ممتازة.

أما بالنسبة لموضوع الزواج، فأفضل إجابة على ذلك أن تفكر أنت - والوالدة كذلك - ما الذي كنت تتمنى معرفته من الخطيبة لو كان الأمر بالعكس؟ بمعنى، لو افترضنا أن هذه المشكلة عند المرأة التي تود الارتباط بها، وهي تتناول أدوية لها وستستمر عليها لفترة، هل تود أن تخبرك بهذا المرض والأدوية قبل أن تتزوجها، أم تُفاجأ بعد الزواج بهذا الأمر؟

بالتأكيد الإجابة ستكون أنك لا تود أن تفُاجأ بعد الزواج بمفاجآت مثل هذه، ولا عبرة للاعتبارات المجتمعية إذا تعارضت مع الاعتبارات الشخصية، حيث أن الضريبة الشخصية هنا أعلى وقد تؤدي للطلاق.

من يتقبلك سيتقبلك كما أنت، وليس مطلوباً أن تتصنع لتعجب الآخرين، بل كن على طبيعتك الكاملة وواضحا للآخر، ولكن قد لا ينصح بذكر أمر علاجك قبل أول زيارة وتعارف، فهذا قد يجعل الفتاة وأهلها يرفضون من البداية، كما أن الموضوع قد لا يتم لأسباب أخرى وتكون قد أخرجت خصوصياتك من دون داع، ولكن ما ننصح به أن تتعارفا أولاً.. وحين يرتاح كل منكما للآخر حينها يمكنك أن تخبرها بأمر علاجك قبل إتمام أي خطوة ارتباط رسمي.. وقد تقترح أن تذهبا سويا لطبيبك لتفهم منه طبيعة حالتك، وليطمئن قلبها. 

كما ذكرت لك فإن العلاج متاح، ويأتي بنتيجة جيدة جداً، لكن ينبغي المواظبة على العلاج الدوائي، وإضافة الجلسات العلاجية التي تساعد كثيراً.. شفاك الله وعافاك.

اقرأ أيضاً:
بوصلتك في رحلة التغيير
التردد وعدم القدرة على اتخاذ قرار

آخر تعديل بتاريخ
13 أكتوبر 2020