21 يناير 2020

أحب زوجي زيادة وأريد أن أكون كل حياته

مشكلتي إني بحب جوزي بزيادة، ونفسي يفضل معايا على طول، طبعا ده ملوش علاقة بالشغل، بس يعني نفسي أكون أول حد وأكتر حد عايز يقضي معاه وقت فراغه، لكن غالبا هو بيحب يقعد على البلايستيشن أو  الموبايل، ويسيبني لوحدي، وحاولت اتجاهله، واشغل وقتي بكل حاجه عشان أنساه، ومش عارفه أنساه بردو، ودائما بحس أنه عايز يستقل بحياته بعيد عني.
أهلا وسهلا بك يا آلاء، لا يزال جزء منك دون أن تدري بوجوده داخلك يحمل نضوجاً يريد لك الخير؛ فإرسالك لنا رسالتك رغم أنها تحمل سؤالا يتعلق بالنضوج الذي أحدثك عنه إلا أنه موجود بداخلك، وسأحكي لك قصة صغيرة عن الإنسان بعدما عرفناه ولا نزال نتعرف عليه نفسياً من الداخل، سأحكي لك عما يعرف بالاحتياجات النفسية.



فما هي الاحتياجات النفسية؟ حين يولد الطفل يكون والداه هما كل العالم لفترة لا تقل عن سنتين وقد تزيد؛ فمنهما يتعرف على نفسه، وعلى الحياة، وعلى البشر، وعلى الله تعالى، ومعهما يطمئن على حقيقة وصدق وجوده عند والديه، وبالتالي عند البشر فيما بعد، وبهما يكون نفسه كما خلقها الله تعالى، أو يحدث عكس كل ذلك إن لم يكن والدا الطفل على درجة من السواء النفسي والوعي بتلك الاحتياجات، وهذه الاحتياجات إن أردنا أن نشبهها تشبيها يقترب من دورها عند الإنسان، فستكون مثلاً كالمفتاح الخارجي للعبة طفل تمتلك إمكانيات كثيرة وأضواء وقدرة على التحرك واللف وغيره، ولكن لن تتفعل كل تلك الإمكانيات التي تملكها اللعبة بالفعل إلا بالضغط على زر التشغيل؛ فاحتياجاتنا النفسية هي هذا الزر.



وحين يضغط عليه أبوانا تحديداً دون غيرهما يتأكد وجودنا عند أنفسنا، وعند أي آخر بلا منغصات، ولا تعقيدات، ولا مشكلات، وعلى رأس تلك الاحتياجات النفسية التي يقدمها الأهل لأبنائهم هي "الاهتمام النفسي"، فحين يتعامل معنا أبوانا على أننا مهمون، وأنهما يروننا كما نحن عليه، وحين يحبوننا بلا شروط، نخرج أسوياء بلا حرمان يا ابنتي، والجدير جداً بالذكر أننا وجدنا من حرم من تلك الاحتياجات حد الشبع من الأبوين مثله مثل من حصل على تلك الاحتياجات بصورة مبالغ فيها من الأبوين؛ فكلاهما يبحثان عما فقداه عند الآخرين من دون الأبوين اللذين وكلا بالأساس بتلك المهمة؛ فيظل الشخص دون أن يدري يرى من يحبه كأنه أبواه أو أحدهما، ودون أن يدري يطلب في علاقته بمن يحب أن يكون أبوه أو أمه التي لم تعطه هذا الاحتياج لحد الشبع أو أعطته هذا الاحتياج بشكله المبالغ فيه كما تعود من والديه أو أحدهما فأي الشخصين أنت يا ابنتي؟



المشكلة تظهر بقوة حين يكون أحد الشريكين يتعامل مع الآخر دون أن يدري على أنه أبوه أو أمه التي يجب أن تعطيه احتياجه النفسي العميق الذي لم يتم إشباعه فيرهق الشريك، ويرهق العلاقة ويحملها ما لا تحتمله، ونجد الشريك المطلوب منه دفع فاتورة زمان يتحول تدريجياً لشخص يهرب من ذلك بقوة، وهنا تحدث العاصفة في العلاقة؛ فانتبهي يا ابنتي، فاحتياجاتك النفسية حقك، ولكن خذيها ممن عليه واجب إعطائها لك؛ ليبقى الكم الطبيعي والمطلوب من نفس الاحتياجات عينها من الشريك، ولكن بمذاق مختلف وبمرونة، وبمسافة طبيعية لا تؤذي العلاقة بينكما.. أعانك الله على الفهم والتنفيذ، وأسأل الله لك السعادة والتوفيق.
آخر تعديل بتاريخ
21 يناير 2020