عزيزتي آسية/

وصلتني استشارتك ونمتن لك على ثقتك بنا، ونرجو أن نكون عند حسن ظنك.
شديد أسفي وألمي للخبرة التي مر بها طفلاك، وأتفهم الألم الذي يحيطك سيدتي.
أعتقد أن ما تعنيه هو الاختبارات الإسقاطية وأهمها اختبار "روشاخ" واختبار "نقطة الحبر"، وهما اللذان يحاولان الكشف عن مخزون اللاشعور من خلال قراءة الفرد محتوى صور تميل إلى الإبهام، لكن الحقيقة هي أن ما يحتاجه طفلاك شيءٌ آخر.


إذا قِّدر لطفل أن يمر بخبرة كهذه، فهو ينتظر دعماً وتعاطفاً، وليس المزيد من الهواجس والقلق الذي يتسرب إليه من مقدم الرعاية القَلِق.

يحتاج الطفل إلى معرفة أن ليس متهماً ولا مشاركاً ولا موصوماً أو معيباً، وألا يتم التعامل معه كضحية، وأن يصله أن العالم لا يزال مكاناً يمكن الحياة فيه بأمان رغم السوء الذي يسكن بعض جوانبه، وأن الأصل في الناس هو الخير.


مع ذلك، يحتاج إلى تعلم مهارات توكيد الذات، وفهم معنى الحدود النفسية والجسدية، والفرق بين اللمسة الطيبة واللمسة السيئة، وكيفية التعامل الصحي مع كلتيهما.

لا أعرف مدى الإساءة التي اختبرها الطفلان، ولذا فنصيحتي بعرضهما على معالج نفسي مختص بالإساءات الجنسية أو معالج نفس أطفال عام... ورجائي لك بالسكينة والعافية والسلام.