أهلا بك يا هاجر،
كثيرا ما يكون السبب أعمق مما نحسبه؛ فحين تصلين إلى سن الثامنة والعشرين من عمرك، أي تركت مرحلة المراهقة بتخبطها، ورغم ذلك تمرين بمشاعر ضيق وإعراض عن الطعام بشكل واضح؛ فهذا يعني وجود أسباب أخرى لا تتعلق بطبيعة المرحلة العمرية؛ ولأنك لم تحدثينا عن أي شيء يخص نشأتك، أو علاقاتك، أو طبيعة المناخ في بيتك؛ فسأقول لك عدة احتمالات قد تقترب أو تبتعد عن حقيقة حياتك، ولكنها موصوفة في بعض حالات كانت تشعر بمثل ما تشعرين، ومن هذه الحالات ما يلي:
- بعض الفتيات لديهن تجارب مؤلمة لا تبدو على السطح، لدرجة أن الفتاة قد لا تذكرها تماما كتجارب التحرش الجنسي، أو التعديات الجنسية بأشكالها، والزواج سيحمل علاقة جنسية بالطبع؛ فيأتي النفور من الزواج كنتاج لهذه التعديات رغم عدم وضوح الرابط لها.

- نظرة الفتاة للرجل في العموم بداخلها؛ كأن تراه مثلا كائنا مسيطرا، أو يقهر المرأة، أو يؤذيها بأي شكل، أو يكون السبب العميق علاقتها الأصلية بأبيها نفسه، فهناك من ترى أباها في كل رجل دون أن تعي.

- ومنهن من تشبّعن بتصديق أن الزواج أمر كريه وصعب، وكله تحديات ومسؤوليات وأعباء، وغيره من تلك الأمور التي تحتاج لعلاج معرفي ونفسي وسلوكي؛ حتى تستعيد الفتاة فطرتها التي فطرت عليها قبل أن تخط أحداث حياتها غير تلك الفطرة؛ فتابعينا حتى نتمكن من مساعدتك؛ لأن تلك المشكلات تُحل.. دمت بخير.