ما علاقة الإكزيما عند الأطفال بمشكلات التعلم والذاكرة؟

إعداد بتول أبو زغلة

تُعد الإكزيما عند الأطفال من المشكلات الشائعة، إذ تشير التقديرات إلى أن 15% إلى 20% من الأطفال في جميع أنحاء العالم يعانون من التهاب الجلد التأتبي التحسسي، المعروف أيضاً باسم الإكزيما، ويؤدي هذا الاضطراب المزمن إلى جفاف الجلد وحكة واحمرار وتهيج.

وفي دراسة نُشرت مؤخراً، قدَّم باحثون من كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز في ماريلاند المزيد من الأدلة التي تربط الإكزيما بالضعف الإدراكي، مثل صعوبات التعلم والذاكرة لدى الأطفال. وأفاد العلماء أن الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التأتبي (الإكزيما) كانوا أكثر عرضة لمواجهة صعوبات في التعلم والذاكرة من أولئك الذين لا يعانون من المرض.

وأفادوا أيضاً أن الإكزيما عند الأطفال تزيد لديهم من خطر الإصابة بصعوبات الذاكرة من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف إذا كانوا يعانون أيضاً من اضطراب النمو العصبي، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو صعوبات التعلم.

الضعف الإدراكي وعلاقته بمرض الإكزيما عند الأطفال

يرتبط الضعف الإدراكي، خاصة في وقت مبكر من الحياة، بنتائج الحياة السيئة، بما في ذلك النتائج الأكاديمية والمهنية والاجتماعية والاقتصادية السلبية في وقت لاحق من الحياة. وبالتالي، من المهم أن تكون على دراية بالعجز المعرفي، حتى عندما يكون خفيفاً، لكي يمكن متابعة التدخلات العلاجية الفعالة في أسرع وقت ممكن.

في حين أن هناك مجموعة متزايدة من الفرضيات التي تربط التهاب الجلد التأتبي بتشخيص أمراض مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وصعوبات التعلم، فإن الدراسات التي تركز على أعراض الضعف الإدراكي كانت أقل، وأظهرت نتائج غير متسقة.

كان العلماء في هذه الدراسة مهتمين باستخدام بيانات من هذه العينة الممثلة على المستوى الوطني لأطفال الولايات المتحدة لفحص ما إذا كان التهاب الجلد التأتبي مرتبطاً بأعراض صعوبات التعلم أو الذاكرة.

الإكزيما عند الأطفال وصعوبات التعلم والذاكرة

بالنسبة لهذه الدراسة، قام فريق الدراسة بفحص البيانات من أكثر من 69 مليون طفل تبلغ أعمارهم 17 عاماً أو أقل، والتي تم جَمعها من استطلاع المقابلة الصحية الوطنية الأمريكية في عام 2021. وكان ما يزيد قليلاً عن 9 ملايين أو حوالي 13% من المشاركين في دراسة الأطفال مصابين بالتهاب الجلد التأتبي (الإكزيما).

وبعد التحليل، وجَد الباحثون أن الأطفال المصابين بالتهاب الجلد التأتبي كانوا أكثر عرضة لمواجهة صعوبات في التعلم والذاكرة مقارنة بالأطفال الذين لا يعانون من هذه الحالة الجلدية.

لم يتفاجأ فريق الدراسة كثيراً بالنتائج لأنها تتوافق مع وتدعم النتائج السابقة التي توصّلت إليها مجموعتهم وآخرون، والتي تشير إلى أن التهاب الجلد التأتبي يرتبط بصعوبات التعلم والنسيان.

الإكزيما مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وغيرها من الحالات

اكتشف العلماء أيضاً أن الأطفال الذين يعانون من الإكزيما وأي نوع من اضطرابات النمو العصبي، بما في ذلك اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو صعوبات التعلم، لديهم احتمالية أكبر بمقدار الضعف إلى ثلاثة أضعاف للإصابة بمشكلات في الذاكرة والتعلم.

وما لاحظه العلماء أيضاً هو التفاعل بين التهاب الجلد التأتبي وهذه الحالات العصبية لضعف الذاكرة، مما يشير إلى أنه قد يكون لها تأثيرات إضافية على الخلل المعرفي. بمعنى آخر، من بين الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو صعوبات التعلم، كانت الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي وحدها مرتبطة باحتمالات أعلى بمرتين إلى ثلاثة أضعاف لحدوث صعوبات الذاكرة مقارنة بعدم الإصابة بالتهاب الجلد التأتبي.

آخر تعديل بتاريخ
18 مارس 2024