21 مارس 2017

ابنة الـ 18 تشكو إهمال الأهل

مشكلتي هي أبي و أمي. لا يهتمان بي من ناحيه المشاعر، ويعتقدان أن الاهتمام هو الأكل و الشرب والفلوس، وينتقدانني ويسخران من كل الأفعال التي أقوم بها، ويعتقدان أنهما أبوان مثاليّان ولا يشجعانني. فماذا أفعل؟

أهلاً وسهلاً بك يا ابنتي:
هل فعلاً ينتقد والداك كل أفعالك؟ فهما لم يريا مرة واحدة أنك تفعلين أي شيء صحيح؟ في اختيارك لملابسك، في علاقاتك، في دراستك، في طريقة حديثك، في مهام المنزل، كل أفعالك ينتقدانها؟ فلتراجعي تلك الفكرة؛ ﻷن موافقتهما على بعض تصرفاتك ستجعل تلك الفكرة فكرة خطأ تحتاج للتغيير.


أما لو فعلا بعد المراجعة وجدت أن الأغلب الأعم هو انتقاد تصرفاتك؛ فهنا أنت صرت مسؤولة عن عدم حبسك لنفسك بنفسك في وجهة نظرهما؛ فحين نكون صغارا يكون رأي والدينا هو الحقيقة، وهو الصدق، وهو أكبر رضا نسعى له في حياتنا، ولكن حين نكتشف أن جرعة الانتقاد وعدم الاهتمام كبيرة، ومستمرة، نحتاج بشجاعة كبيرة ألا نترك أنفسنا أسرى تلك الجرعات الكبيرة، ونحتاج أن نوقف بداخلنا الاحتفاظ بهذا الأسر دون أن ندري، فلتبدئي بالتعبير عن احتياجك للتشجيع، والرضا؛ ﻷنه حقك؛ فاحتياجك ليس تسولا، وليس ضعفا، ولا يخصك وحدك؛ فأنا، وأنتِ، ووالداك وكل البشر، لديهم الاحتياج للاهتمام، والقبول ..هكذا خلقنا الله تعالى؛ فلتطلبي حقك؛ فالحق لا ننتظر أن يمنحه الآخرون لنا، وفكرة أن الوالدين يعلمان ما نحتاجه دون أن نطلبه فكرة حمقاء غير حقيقية، والدليل أن الوالدين يحبان أولادهما، ويتصوران أن النقد سيشجعهم على الوصول للكمال، وأن التوبيخ سيعطي الأولاد طاقة العمل بشكل أفضل.

فلتطلبي حقك برفق؛ فهما لا يعلمان، أو لم يصل لهما سوى تلك الطرق في التربية؛ فلتطلبي حقك بكل الطرق التي تتمكنين منها، وتقرري ألا تجعلي والديك هما كل الحياة؛ فحياتك واسعة فاملئيها بأنشطة، وصداقات، وترفيه، ودراسة، ونجاح، وثقافة، ولتقرري أن تسمحي لنفسك أن تتعلمي من أخطائك دون أن تجعليها سبب شنقك لنفسك، وأن تسمحي لوالديك أن يأخذا وقتهما في تغيير طريقتهما معك، ولتتنفسي براح الحياة مع صديقات، وزميلات تجمعك معهن علاقة صحية إيجابية مشجعة، ولتمارسي رياضة تحبينها تحققين فيها نجاحاً، ولتكفي عن الصمت الذي لا يوصل لشيء، ولتكفي عن سجنك لنفسك في عيون والديك وحدهما حتى يتغيرا بتغيرك أنت؛ فتغيرك أنت هو ما سيرسل لهما رسالة جديدة مختلفة بالفعل؛ فلا تتنصلي من مسؤوليتك تجاه راحتك..هيا... ننتظر متابعتك.

اقرئي أيضاً:
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
هل تعاني من تبعات إساءات الطفولة؟

احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
إساءات الطفولة.. كيف يصبح الملاك وحشاً؟




آخر تعديل بتاريخ
21 مارس 2017