25 أبريل 2019

أجبرت على الحجاب وأرغب في خلعه

مرحبا.. أنا فتاة عمري 22 سنة.. طالبة جامعية ولدي طموح في حياتي.. أنا محجبة.. أرتدي الحجاب و"اجبرت" عليه من طفولتي بطريقه "غير لطيفة"، حاولت لسنين أن أتأقلم عليه، وأعيش مع فكرة أني ارتدي حجابا بغير قناعتي.. إلا أنه في السنين الأخيرة أصبحت أعاني من صداع عند لحظة ارتدائي للحجاب وخروجي، وفي المحاضرات أفقد التركيز، وفي الامتحان أصاب بضغط وأنسى ما درسته، واجهت أهلي أني سأنزعه إلا أنهم رفضوا.. ماذا أفعل؟ سأصاب باكتئاب.
أهلا وسهلا بك يا رند؛
ما تمرين به أزمة ليست سهلة فعلاً، وأشعر بمعاناتك جداً خاصة، وأن والديك لا يتفهمونها، والحقيقة أن خلع الحجاب أو حتى ارتداءه.. لا يجرؤ أي شخص أن يتحدث عنه إلا أنت؛ لأنه مساحة شائكة في علاقتنا بالله سبحانه ومسؤولية؛ خصوصا مع التخبط الكبير الحادث بشأنه الآن.



ولعل والديك يتصوران أنهما مسؤولان عن قرارتك، رغم أن لا أحد مسؤول عن قرارك وأنت في مثل سنك هذا، فكل فرد منا يتحمل مسؤوليته أمام الله كاملة، وقد يكون حبهما لك وخوفهما على علاقتك بالله تعالى هو ما يزعجهما.

إن حقيقة الأمر أنك تحتاجين أن تكوني نفسك، وأن تتحرري من قيود فرضت عليك جعلتك تشعرين أنك لا تفعلين ما تريدين، أو تفعلين ما لا تريدين عموماً، وجاء الحجاب ليرمز لتلك الرغبة بداخلك، والواقع أنها ليست مجرد رغبة.. بل هو احتياج وحق لك.. أعطاه الله لنا جميعاً أن نكون نحن كما نحن.

إن رحلة الحياة حين نمر فيها بوعي بمشاعرنا وأفكارنا، واحتياجاتنا واختياراتنا تجعلنا نكون أنفسنا لا كما يريد من حولنا أو ما يتوقعونه منا، وكلما بعدنا عن نفسنا الحقيقية كلما زادت معاناتنا، والعكس صحيح.


لذا أقترح عليك أن تبدئي في القرب من نفسك الحقيقية التي تحب أمورا وتكره أخرى، والتي تقبل أمورا ولا تقبل أخرى، والتي تخاف وتحلم وتحب وتتعلم ولديها فضول في كل مساحات الحياة.. في نفسك وعلاقاتك واختياراتك وطموحك، بمسؤولية وشجاعة، وسماح بأن تخطئي وتتعلمي من خطئك، وأن تضعفي وتتعلمي من ضعفك، وأن تفشلي وتتعلمي من فشلك.. فهذه هي حقيقة رحلتنا، واقترح عليك أن تبدئي حالاً في خوض رحلة حياتك كما أوضحت.. لتري كيف ستسير الأمور، وكيف سيكون موقفك من الحجاب.. لأنه أمر يعود لك وحدك يا ابنتي.. دمت بخير.
آخر تعديل بتاريخ
25 أبريل 2019