توصل العلماء إلى أحد الأساليب الواعدة لعلاج مرض السكري من النوع الأول يتمثل في زرع خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين، والتي يمكن أن تحرر المرضى من حقن الأنسولين بشكل متكرر لأنفسهم. ومع ذلك، فإن إحدى العقبات الرئيسية أمام هذا النهج الحديث في العلاج أنه بعد زرع الخلايا، تتعرض إلى نقص الأكسجين في النهاية وتتوقف عن إنتاج الأنسولين.
وللتغلب على هذه العقبة، صمم مهندسون في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا جهازًا جديدًا قابلاً للزرع، لا يحمل فقط مئات الآلاف من الخلايا المنتجة للأنسولين، بل يحتوي أيضًا على مصنع أكسجين خاص به، والذي يولّد الأكسجين عن طريق تفكيك الماء الموجود في الجسم.
وأظهر الباحثون أنه عند زرع هذا الجهاز في الفئران المصابة بداء السكري، فإنه يمكن أن يحافظ على استقرار مستويات السكر في الدم عند الفئران لمدة شهر على الأقل، ويأمل الباحثون الآن في إنشاء نسخة أكبر من هذا الجهاز، والتي يمكن اختبارها في النهاية على الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الأول.
سنُلقي الضوء في هذا المقال عن جوانب أخرى من أحدث ما توصل إليه الأطباء لعلاج السكري.
هل يمكن أن يستغنى مريض السكري عن حقن الأنسولين؟
يهاجم الجهاز المناعي خلايا البنكرياس في المرضى الذين يعانون من مرض السكري من النوع الأول، مما يترك المرضى في نهاية المطاف دون القدرة على التحكم بشكل طبيعي بنسبة السكر في الدم، فيحتاج هؤلاء المرضى مراقبة كمية السكر في الدم بعناية، وقياسها عدة مرات في اليوم، ثم حقن أنفسهم بالأنسولين للحفاظ على مستويات السكر في الدم ضمن نطاق صحي.
ومع ذلك، من الصعب تحقيق السيطرة الدقيقة على نسبة السكر في الدم، مما يتركهم في مواجهة مجموعة من المشكلات الطبية الطويلة الأمد نتيجة لذلك.
ومنذ الثمانينيات، كان العلاج المثالي لمرضى السكري من النوع الأول هو حقن الأنسولين البشري الذي تنتجه البكتيريا المعدَّلة وراثيًا. وعلى الرغم من فعاليته، فإن هذا النوع من العلاج يتطلب جهدًا كبيرًا من قبل المريض، ويمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في مستويات السكر في الدم.
توصلت الدراسات إلى أن البديل الأفضل هو زرع الخلايا التي تُنتج مزيدًا من الأنسولين عندما تكتشف ارتفاعًا في مستويات السكر في الدم لدى المريض. وقد تلقّى بعض مرضى السكري خلايا مزروعة مأخوذة من جثث بشرية، والتي يمكنها أن تنتج الإنسولين حسب اللزوم، وأن تحقق السيطرة على مرض السكري على المدى الطويل؛ ومع ذلك، يجب على هؤلاء المرضى تناول أدوية مثبطة للمناعة لمنع أجسامهم من رفض الخلايا المزروعة.
وفي الآونة الأخيرة، أظهر الباحثون نجاحًا مماثلًا في زرع خلايا مفرزة للإنسولين مشتقة من خلايا جذعية، ولكن المرضى الذين يتلقون هذه الخلايا يحتاجون أيضا إلى تناول الأدوية المثبطة للمناعة.
وتوصل الأطباء إلى وسيلة لمنع الحاجة إلى الأدوية المثبطة للمناعة، وهي تغليف الخلايا المزروعة داخل غشاء مَرن يحمي الخلايا من الجهاز المناعي.
كما تحتوي بعض هذه الأجهزة التجريبية، بما في ذلك تلك التي تم اختبارها في التجارب السريرية، على غرفة أكسجين يمكنها إمداد الخلايا المزروعة بالأكسجين، ولكن هذه الغرفة تحتاج إلى إعادة شحنها بشكل دوري. وقد طوّر باحثون آخرون غَرسات تحتوي على كواشف كيميائية يمكنها توليد الأكسجين، ولكنها تنفد أيضًا في النهاية.
اتّخذ فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نهجًا مختلفًا يمكنه توليد الأكسجين على المدى الطويل عن طريق تفكيك الماء، ويتم ذلك باستخدام غشاء تبادل البروتونات -وهي تقنية تم اختراعها في الأصل لتوليد الهيدروجين في خلايا الوقود- الموجودة داخل الجهاز.
كما يمكن لهذا الغشاء أن يفكك الماء الموجود بوفرة في الجسم إلى هيدروجين وأكسجين. ينتقل الأوكسجين إلى غرفة التخزين التي تغذّي الخلايا المزروعة من خلال غشاء رقيق يسمح بمرور الأكسجين.
من المزايا المهمة لهذا العلاج أنه لا يتطلب أي أسلاك أو بطاريات، إذ يتطلب تفكيك الماء طاقة صغيرة (نحو 2 فولت)، يتم توليدها باستخدام ظاهرة تُعرف باسم الاقتران الحثّي الرَّنيني.
نصائح ذهبية لمرضى السكري
يُعدّ الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي صحي وخطة للتمارين الرياضية جزءًا مهمًا في التعامل مع مرض السكري، بالإضافة إلى صحتك العامة.
الأكل الصحي
يُعتبر النظام الغذائي لمرض السكري ببساطة خطّة أكل صحي تساعدك على التحكم في نسبة السكر في الدم.
ستحتاج إلى التركيز والاعتماد في نظامك الغذائي على المزيد من الفواكه والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون والحبوب الكاملة. تتميز هذه الأطعمة باحتوائها على نسبة عالية من الفيتامينات والألياف، وقليلة الدهون والسعرات الحرارية. سيتعين عليك أن تقلل أيضًا من تناول الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكرَّرة والحلويات.
في الواقع، إنها أفضل خطة لتناول الطعام لجميع أفراد الأسرة، فالأطعمة السكرية لا بأس بها من حين لآخر، إلا أنه يجب احتسابها كجزء من خطة التغذية.
كما يمكن أن يساعدك اختصاصي التغذية على إنشاء خطة وجبات تناسب أهدافك الصحية، وتفضيلاتك الغذائية، وأسلوب حياتك.
النشاط البدني
يحتاج الجميع إلى ممارسة نشاط بدني بانتظام، وهذا يفيد بشكل خاص الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري، إذ يخفِّض النشاط البدني مستوى السكر في الدم عن طريق نقل السكر إلى داخل خلايا جسمك، حيث يتم استخدامه لإنتاج الطاقة اللازمة.
كما أن النشاط البدني يجعل جسمك أكثر حساسية للأنسولين، وهذا يعني أن جسمك يحتاج إلى كمية أقل من الأنسولين لنقل السكر إلى داخل خلاياك. فهناك العديد من الأنشطة الرياضية التي يمكن أن تستمتع بها، مثل المشي أو السباحة أو ركوب الدراجات، والأهم هو جعل النشاط البدني جزءًا ممتعًا من روتينك اليومي.
حاوِل ممارسة النشاط البدني المعتدل لمدة 30 دقيقة على الأقل معظم أيام الأسبوع، أو 150 دقيقة على الأقل من النشاط البدني المعتدل أسبوعيًا.
كن واعيًا بالأعراض والمضاعفات
احرص على فحص مستوى السكر في الدم بانتظام، ولاحِظ أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم مثل:
وكذلك أعراض ارتفاع السكر في الدم مثل:
- الغثيان.
- القيء.
- آلام في البطن.
- ضيق في التنفس.
- الإغماء.
وخاتمًا، قد يكون التعايش مع مرض السكري أمرًا صعبًا ومحبطًا، لكنك إذا التزمت بخطة إدارة مرض السكري، فحتمًا سترى فرقًا إيجابيًا في معدلات السكر في دمك، وستحمي نفسك من العديد من المضاعفات.
المصادر:
1- Diabetes - Diagnosis and treatment
