يحدث الجفاف عندما يفقد جسمك سوائل أكثر مما تشرب. وتشمل الأسباب الشائعة لذلك، التعرق المفرط، التقيؤ والإسهال. وعندما يفقد الجسم الكثير من السوائل، تفشل أعضاؤه وخلاياه وأنسجته في العمل كما ينبغي، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. وإذا لم يتم تصحيح الجفاف على الفور، فقد يتسبب ذلك في حدوث صدمة.
* علامات الجفاف
1- من المرجح أن يسبب الجفاف الخفيف إلى المعتدل ما يلي:
- جفاف ولزوجة الفم.- النعاس أو التعب - غالبًا ما يكون الأطفال أقل نشاطًا من المعتاد.
- العطش. لكن، لا يعد العطش دائمًا مقياسًا يمكن الاعتماد عليه في قياس حاجة الجسم للماء، وخاصة لدى الأطفال وكبار السن. ولكن يعد لون البول مؤشرًا أفضل: إذا كان لون البول صافيًا أو فاتحًا، فهذا يعني أنك سليم وغير مصاب بالجفاف، بينما اللون الأصفر الداكن أو الكهرماني يشير عادة إلى الجفاف.
- قلة كمية البول.
- عدم تبلل الحفاضات أكثر من ثلاث ساعات عند الرضع.
- قله الدموع أو عدم وجودها عند البكاء.
- جفاف البشرة.
- الصداع.
- الإمساك.
- الدوخة أو الدوار.
2- يُعد الجفاف الحاد حالة طبية طارئة، ومن الممكن أن يتسبب في ما يلي:
- العطش الشديد.- الهيجان الشديد أو النعاس الشديد لدى الرضع والأطفال، والتهيج والاضطراب عند البالغين.
- الجفاف الحاد للفم والجلد والأغشية المخاطية.
- قلة أو انعدام التبول، وأي بول يخرج يكون لونه أغمق من المعتاد.
- العيون الغائرة.
- ذبول وجفاف الجلد الذي يفتقر إلى المرونة والذي لا "يعود إلى شكله الطبيعي" عند ثنيه.
- وعند الأطفال الرضع، وجود اليافوخات الغارقة.
- انخفاض ضغط الدم.
- زيادة سرعة ضربات القلب.
- التنفس السريع.
- عدم وجود دموع عند البكاء.
- الحمى.
- في أشد الحالات، الهذيان أو فقدان الوعي.
ويجب طلب الرعاية الطبية الفورية إذا حدثت أي من الأعراض التالية:
- الإسهال الشديد، المصاحب أو غير المصاحب للقيء أو الحمى.
- براز دموي أو أسود.
- المعاناة من إسهال بدرجة متوسطة لمدة 24 ساعة أو أكثر.
- التهيج أو التشويش والنعاس أو قلة النشاط أكثر من المعتاد.
- المعاناة من علامات أو أعراض الجفاف الخفيف أو المعتدل.
* مسببات الجفاف
1- عدم شرب الكمية الكافية من الماء بسبب المرض أو الانشغال، أو لعدم توفر المياه الصالحة للشرب في السفر أو المشي لمسافات طويلة أو التخييم.2- الإسهال الحاد والقيء، ويكون الأطفال والرضع أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع. وقد يحدث الإسهال بسبب عدوى بكتيرية أو فيروسية أو الحساسية للطعام أو نتيجة تفاعل للأدوية أو اضطراب في الأمعاء.
3- الحمى، وكلما زادت الحمى، زاد الجفاف، وإذا كنت مصابًا بالحمى مع إسهال وقيء، فقد تفقد المزيد من السوائل.
4- التعرق المفرط، إذا كنت تقوم بمجهود شديد ولم تقم بتعويض السوائل المفقودة، فقد تصاب بالجفاف، كما يؤدي الطقس الحار والرطب إلى زيادة كمية العرق وكمية السوائل المفقودة. وقد يكون المراهقون والشباب الذين يشاركون في الألعاب الرياضية أكثر عرضة بشكل خاص للإصابة بالجفاف.
5- الإصابة بداء السكري الذي لم يتم تشخيصه أو غير المنضبط، والذي يؤدي لزيادة التبول. أو بسبب بعض الأدوية، مثل مدرات البول وبعض أدوية ضغط الدم.
* الأشخاص الأكثر عرضة للجفاف
- الرضع والأطفال بسبب أوزانهم الخفيفة نسبيًا وارتفاع معدل دوران الماء والشوارد الكهربائية، كما أنهم الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالإسهال.- كبار السن، لأن قدرة الجسم على الاحتفاظ بالمياه تصبح أقل، والشعور بالعطش يصبح أقل حدة، وتصبح أقل قدرة على الاستجابة للتغيرات في درجة الحرارة. وقد ينسون أحيانًا الأكل أو الشرب تمامًا. وقد يؤدي العجز والإهمال في دور الرعاية أيضًا إلى منعهم من التغذية الجيدة. وتتفاقم هذه المشكلات بأمراض مزمنة مثل داء السكري والخرف واستخدام بعض الأدوية.
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل داء السكري غير المنضبط ، أمراض الكلى وفشل القلب، وأحيانا، التهاب الحلق والحمى.
- من يمارسون الرياضة في الطقس الحار وممارسو رياضات التحمل، وخاصة في الأجواء الحارة الرطبة أو على ارتفاعات عالية. لكن، المشاركون في سباقات الماراثون الطويلة جدًا والترايثلون وتسلق الجبال وبطولات ركوب الدراجات هم الأكثر عرضة للإصابة بالجفاف.
- العيش والعمل وممارسة الرياضة على ارتفاعات عالية (المعروفة عمومًا بأنها فوق 8200 قدم، أو حوالي 2500 متر) يسبب العديد من المشكلات الصحية. من بينها الجفاف، الذي يحدث عادة عندما يحاول الجسم التكيف مع الارتفاعات العالية من خلال زيادة التبول وزيادة سرعة التنفس - فكلما تتنفس أسرع للحفاظ على مستويات كافية من الأكسجين في الدم، زاد بخار الماء الذي يخرج عند الزفير.
* مضاعفات الجفاف
- الإصابة بارتفاع درجة الحرارة.. إذا كنت لا تشرب ما يكفي من السوائل عند ممارسة الرياضة العنيفة والتعرق بشدة، والتي تراوح في شدتها ما بين تشنجات حرارة خفيفة إلى إعياء بسبب الحرارة أو الإصابة بضربة شمس قد تؤدي إلى الوفاة.- تورم الدماغ (وذمة الدماغ).
- التشنجات.
- صدمة انخفاض حجم الدم، واحدة من المضاعفات الأكثر خطورة، وأحيانا المهددة الحياة.
- الفشل الكلوي.
- الغيبوبة والموت، إذا لم يعالج بسرعة وبشكل مناسب.
* تشخيص وعلاج الجفاف
يمكن للطبيب تشخيص الجفاف في كثير من الأحيان على أساس العلامات والأعراض البدنية، مثل قلة التبول أو عدم التبول، والعيون الغائرة، والجلد الذي يفتقر إلى المرونة الطبيعية والقدرة على استعادة شكله عند الضغط عليه وانخفاض ضغط الدم، وزيادة سرعة معدل ضربات القلب عن الطبيعي، وانخفاض تدفق الدم إلى الأطراف.وللمساعدة في تأكيد التشخيص وتحديد درجة الجفاف، يمكن استخدام عينات الدم للتحقق من عدد من العوامل، مثل مستويات الشوارد الكهربائية، وخاصة الصوديوم والبوتاسيوم، ومدى كفاءة عمل الكليتين. أو فحوص أخرى لمعرفة سبب الجفاف، مثل تشخص السكري.
والعلاج الوحيد الفعال للجفاف هو تعويض السوائل المفقودة والشوارد الكهربائية المفقودة، وتعتمد أفضل طريقة لعلاج الجفاف على العمر وشدة الجفاف وسببه.
أولا: علاج الجفاف لدى الأطفال المرضى
- استخدام محلول لمعالجة الجفاف عن طريق الفم، مثل بديالايت للرضع والأطفال المصابين بالإسهال أو القيء أو الحمى. وتحتوي هذه المحاليل على الماء والأملاح بنسب محددة لتجديد كل من السوائل والشوارد الكهربائية، كما أنها مصممة لتسهيل عملية الهضم. وابدأ في إعطاء السوائل في وقت مبكر خلال دورة المرض بدلاً من الانتظار حتى يصبح الوضع طارئًا، وتأكد من إعطاء كمية كافية من المحلول.وقد يوصي الطبيب بكميات محددة حسب عمر الطفل وشدة الجفاف؛ ولكن كقاعدة عامة، استمر في إعطاء السوائل ببطء حتى يصبح لون بول طفلك صافيًا. عندما يعاني طفلك من القيء، جرب إعطاءه كميات صغيرة من المحلول على فترات متقطعة - فمثلاً، جرب إعطاءه ملء ملعقة أو نحو ذلك كل بضع دقائق. وإذا لم يستطع طفلك إبقاءه في معدته، فانتظر من 30 إلى 60 دقيقة وحاول مرة أخرى. درجة حرارة الغرفة هي الأفضل لحفظ المحلول.
ولا تتوقفي عن الرضاعة الطبيعية عندما يكون طفلك مريضًا، ولكن قدمي لطفلك محلولاً لمعالجة الجفاف عن طريق الفم في زجاجة الرضاعة أيضًا. وإذا كنتِ تعطين طفلك تركيبة، فجربي الانتقال لاستخدام تركيبة خالية من اللاكتوز حتى يتحسن الإسهال - لأن اللاكتوز يمكن أن يكون صعب الهضم أثناء الإسهال، وهو ما يتسبب في تفاقمه. ولا تقومي بتخفيف التركيبة أكثر من الموصى به. وقد يقترح الطبيب أيضًا استبدال محلول معالجة الجفاف عن طريق الفم بالتركيبة لمدة قصيرة.
ومن المهم معرفة أن الماء العادي لا يوفر الشوارد الكهربائية اللازمة؛ إلا أنه يعوض السوائل المفقودة خلال التعرق وليس خلال الإسهال أو القيء. وتجنب إعطاء الطفل الحليب أو المشروبات المحتوية على الكافيين أو عصائر الفاكهة أو الجيلاتين، لأنها لا تعالج الجفاف بل قد تتسبب في تفاقم أعراض الإسهال عنده.
ثانيا: علاج الجفاف لدى البالغين المرضى
يمكن لمعظم البالغين الذين يعانون من جفاف خفيف إلى معتدل بسبب الإسهال أو القيء أو الحمى تحسين حالتهم من خلال شرب المزيد من الماء أو السوائل الأخرى. ويمكن أن تتسبب بعض السوائل، مثل عصائر الفاكهة أو المشروبات الغازية أو القهوة، في تفاقم الإسهال.ثالثا: علاج الجفاف لدى الرياضيين من جميع الأعمار
يُعد الماء البارد أفضل علاج للجفاف المرتبط بممارسة التمارين، كما يمكن أن تساعد المشروبات الرياضية المحتوية على شوارد كهربائية ومحلول الكربوهيدرات في العلاج. وليست هناك حاجة لاستخدام أقراص الملح، فالكثير من الملح يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بجفاف فرط صوديوم الدم، وهي حالة لا يعاني فيها جسمك من نقص في الماء فقط ولكن أيضًا يحمل كمية زائدة من الصوديوم. وتجنب شرب المشروبات الغازية، مثل الكولا أو أنواع أخرى من المشروبات الغازية.رابعا: علاج الجفاف الحاد
ينبغي أن يتم علاج الأطفال والبالغين الذين يعانون من جفاف حاد بواسطة أفراد رعاية الطوارئ الموجودين في سيارة الإسعاف أو في غرفة الطوارئ بالمستشفى، حيث يمكنهم الحصول على الأملاح والسوائل عن طريق الوريد (وريديًا) وليس عن طريق الفم. فالتزود بالماء عن طريق الوريد يزود الجسم بالماء والمواد الغذائية الأساسية بسرعة أكبر بكثير مما يفعل المحلول الفموي - وهو أمر ضروري في الحالات التي تهدد الحياة.* المصادر
What you should know about dehydration
What is Dehydration? What Causes It?
What to Know About Dehydration