أشكرك على سؤالك المهم جداً..
ما تصفينه من أعراض هي أقرب للاكتئاب النفسىي الذي وصفناه في أكثر من استشارة سابقة، ويمكنك الرجوع إليها.. لكن الأكثر خطورة في حالتك هي تلك الحالة من الانسحاب من الواقع والناس والعمل والحياة، والهروب إلى عالم افتراضى مصطنع تتعاملين فيه مع من حولك من خلف الشاشة ولوحة المفاتيح. ورغم أن ذلك يشغلك ويشغل وقتك، لكنه قد أصبح بالنسبة لك مثل الإدمان، كما تصفين.

إدمان الإنترنت (أو فيسبوك) أصبح مرضاً معترفاً به عالمياً، ويتشابه كثيراً مع إدمان أشياء أخرى كالعقاقير والمخدرات والجنس وغيرها.. حيث تقضين معظم وقتك فى معظم أيام الأسبوع لا تفعلين شيئاً سوى تصفح الإنترنت أو فيسبوك، مما يشغلك عن عملك وعلاقاتك (الحقيقية) بمن حولك، وفى نفس الوقت تحتاجين لجرعة أكثر (عدد ساعات أكثر) مع الوقت، وتظهر عليك بعض أعراض الانسحاب (ضيق وتوتر وعصبية ولهفة للرجوع) فى حالة البعد عنه. وتجدين فيه مهرباً وملاذاً مشبعاً بعيداً عن العالم الحقيقي المحيط بك.
كما أن نفس مناطق المخ المسؤولة عن إدمان الإنترنت/فيسبوك هي نفسها المناطق المسؤولة عن باقي أنواع الإدمان.

عزيزتى.. يجب عليك البدء فوراً فى برنامج علاجى نفسي يساعدك أولاً على زوال أعراض الاكتئاب، وثانياً في التوقف عن إدمانك لفيسبوك المستمر منذ عام حتى الآن.. وعلاجك سيتكون من بعض العقاقير الطبية، إلى جانب بعض جلسات العلاج النفسي. وإذا كان لي أن أنصحك أو أشير عليك بشيء أساسي ومهم في رحلتك، فسيكون (الانتظام الشديد على العلاج) وإكماله حتى نهايته، وعدم الانقطاع عن الجلسات حتى يتم شفاؤك تماماً.

دعواتي لك

اقرأي أيضا:
حزن واكتئاب وعزلة
ضياع وخزي وتوهم المرض.. أنا ضحية
هل يتسبب الاكتئاب بزيادة شحنات الدماغ؟