ينجم عدم تقبّل المصابين بالأمراض النفسية للمرض ذاته والعلاج عن سببَين رئيسيَّين، نُبيِّنهما فيما يلي، ونتحدث بعدها عن طريقة إقناع المريض النفسي بالذهاب للطبيب.
ما هي أسباب عدم تقبُّل العلاج النفسي؟
يتمثّل السبب الأول في رفض المريض النفسي للعلاج في عدم تقبُّله للمرض، فالمصاب في هذه الحالة قد يكون دفاعياً، ويُنكر أنه يعاني من مشكلة تحتاج إلى حل، ولا يرى المصاب في هذه الحالة أيضاً تأثيرات المرض على نفسه وحياته، ولا يدرك كيف للمرض أن يؤثّر في مستقبله أيضاً إن تُرك دون علاج.
وقد يكون رفضُ المريض للعلاج وعدمُ اعترافه بأنه مريض ناجم عن المرض ذاته، أي أن إنكار المرض النفسي وتأثيراته سببه هنا تأثيرات المرض السلبية على دماغ المريض وإدراكه ووظائفه، فيصبح غير قادرٍ على فهم ما يحدث معه حقاً، وما هي عواقب ذلك، وما هي الجدوى من العلاج.
كيف تُقنع مريضًا نفسيًا بالذهاب للطبيب؟
يمكن اتباع الخطوات الآتية لمساعدة أي شخص على تقبُّل العلاج النفسي، سواء كان سبب الرفض هو إنكار المرض، أو عدم إدراك الإصابة به، أو حتى عدم الإيمان بجدوى الذهاب للطبيب النفسي:
-
الاستماع للمريض النفسي
يُعد الاستماع الجيد للمريض النفسي ضرورياً في هذه الحالة، ولا يتوقف الأمر بالطبع على مجرد الاستماع للشخص، بل يجب محاولة فهم ما يقول، وإدراك الأفكار التي يحاول التعبير عنها، ويمكن القيام بهذا بالسماح للشخص بالحديث عن مشاعره وحاجاته ومعتقداته، وعندما تعتقد أنك فهمت ما يقول، حاوِل أن تعيد له ما قاله بلغتك الخاصة، كي يدرك أنك حقاً استمعت له وفهمت ما يقول.
من الضروري عند الاستماع للشخص عدم إبداء الرأي أو الانتقاد أو التعليق على ما يقوله المريض النفسي، والاكتفاء بالاستماع وفهم ما يقول، وقد يدفع هذا الشخص إلى الاستماع إليك لاحقاً عند تناقشه في موضوع العلاج النفسي.
-
التعاطف مع المريض النفسي
من أبرز ما يمكن القيام به هنا هو إظهار تعاطفك مع المريض النفسي، ولكن يجب عليك أن تدرك متى وكيف يجب إبداء التعاطف، ويجب أن يكون هذا التعاطف والتقبل لكل ما يقوله لك الطرف الآخر، حتى لو كانت أوهامًا متعلقة بالمرض أو مشاعر غير مبررة. ولكن لا بد هنا التفرقة بين تعاطفك مع الشخص وفهمك لما يمر به، وموافقته وإقراره على ما قد يقوم به من تصرفات غير مناسبة بسبب المرض.
-
التوافق مع المريض النفسي
من أبرز ما قد يساعدك على تشجيع الشخص على تقبل العلاج النفسي هو الوصول إلى حالة من التوافق مع الشخص الآخر، وقد يكون هذا صعباً لأنك تعلم أنه مصاب بمرض نفسي، وهو يَعتقد غير ذلك أو يُنكر فعالية العلاج، ولكن لا بد في هذه الحالة التوصل إلى أمر تتفق معه مع الشخص الآخر، كي تبني علاقة ثقة بينك وبينه، وقد يكون هذا الأمر هو أن قرارات الشخص تؤدي إلى عواقب هو مسؤول عنها، ويمكن في هذه الحالة مناقشة العواقب السلبية والإيجابية لكل قرار اتخذه.
-
مشاركة المريض النفسي
إذا قمت بالخطوات المذكورة سابقاً، سيشعر الشخص أنك شريك له فيما يمر به، وهذا يشجعه على الكلام معك أكثر، وقد يجعله منفتحاً أكثر ليستمع لك ولما تقول، وهذا هو الهدف من كل هذا، وهو بناء علاقة شراكة وثقة بينكما سعياً لتحقيق الأفضل للشخص.
المصدر: