صحــــتك

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. هل هي مفيدة حقًا؟

الصورة
avatar
المكملات الغذائية

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. يلعب الجهاز المناعي دورًا مهمًا في حماية الجسم من الأمراض، من خلال مهاجمة الفيروسات والبكتيريا ومنعها من الانتشار في الجسم، كما أنه توجد بعض المكملات الغذائية التي يمكن تناولها لزيادة قوة جهاز المناعة، مما يقلل من خطورة الإصابة بالأمراض.

المكملات الغذائية والجهاز المناعي

يطلق اسم المكملات الغذائية على مجموعة واسعة من المنتجات التي يتم تناولها لدعم الصحة وتكملة النظام الغذائي، يمكن لبعض المكملات الغذائية أن تساعد على ضمان الحصول على الكميّة الكافية من العناصر الأساسيّة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه بشكل سليم، ويمكن أن تساعد أنواع أخرى على تقليل خطر الإصابة بأمراض معيّنة. وعلى الرغم من ذلك؛ لا ينبغي أن تحلّ المكملات الغذائية محل الوجبات المتكاملة الضروريّة في النظام الغذائيّ الصحيّ، لذا يجب تناول مجموعةٍ متنوّعةٍ من الأطعمة إلى جانب المكمّلات الغذائية في حال الحاجة إليها. تتوفّر المكملات الغذائية على نطاق واسع بأشكال متعدّدة، كالأقراص، والمساحيق، والسوائل، وتشمل المكمّلات الغذائية الفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية، والإنزيمات، والأعشاب، والمستخلصات الحيوانية، والبروبيوتيك.

جهاز المناعة

جهاز المناعة عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معًا للدفاع عن الجسم وحمايته من الجراثيم التي قد تهاجمه، والتي تسبب له العدوى والأمراض.


المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. ما مهام جهاز المناعة أولًا؟

  1. مكافحة الجراثيم المسببة للأمراض، مثل البكتيريا والفيروسات والطفيليات أو الفطريات، وإزالتها من الجسم.
  2. التعرف على المواد الضارة من البيئة ومحاربتها.
  3. محاربة التغيرات المسببة للأمراض في الجسم، مثل الخلايا السرطانية.

مكونات جهاز المناعة:

  1. الجلد والأغشية المخاطية، والتي تعد خطوط الدفاع الأولى في منع الجراثيم وتدميرها قبل دخولها للجسم.
  2. خلايا الدم البيضاء، والتي تعد جزءًا أساسيا من جهاز المناعة، وتتكون من أنواع عديدة من الخلايا، كل نوع له وظيفة مهمة محددة في نظام الدفاع في الجسم.
  3. أعضاء وأنسجة الجهاز الليمفاوي، مثل الطحال واللوزتين والغدد والأوعية الليمفاوية ونخاع العظام، ووظيفة تلك الأعضاء والأنسجة إنتاج خلايا الدم البيضاء بالجسم وتخزينها وحملها.

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. أفضل المكملات الغذائية؟

الحفاظ على صحة الجهاز المناعي على مدار السنة هو المفتاح لمنع العدوى والأمراض. يعد أسلوب الحياة الصحي من خلال تناول الأطعمة المغذية، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة من أهم الطرق لتقوية جهاز المناعة لديكبالإضافة إلى ذلك، أظهرت الأبحاث أن المكملات ببعض الفيتامينات والمعادن والأعشاب وغيرها من المواد يمكن أن تحسن الاستجابة المناعية، وربما تحمي من المرض.

1. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الفيتامين (د)

يعاني العديد من الأشخاص من نقص في هذا الفيتامين المهم، والذي قد يؤثر سلبًا على وظيفة الجهاز المناعي. في الواقع، يرتبط انخفاض مستويات الفيتامين (د) بزيادة خطر الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك الإنفلونزا والربو التحسسي، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول هذا الفيتامين قد يحمي من التهابات الجهاز التنفسي. لقد أجريت عام 2019 دراسة على 11،321 شخصًا، أظهرت أن مكمل الفيتامين (د) قلل بشكل كبير من خطر التهابات الجهاز التنفسي لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص في هذا الفيتامين، وخفّض خطر العدوى لدى أولئك الذين لديهم مستويات كافية من الفيتامين د.

تشير دراسات أخرى إلى أن مكملات الفيتامين (د) قد تحسن الاستجابة للعلاجات المضادة للفيروسات في الأشخاص الذين يعانون من عدوى معينة، بما في ذلك التهاب الكبد الوبائي سي وفيروس نقص المناعة البشرية.

اعتمادًا على مستويات الدم، فإنه يكفي ما بين 1000 و4000 وحدة دولية من مكملات الفيتامين (د) الاحتياجات اليومية من الفيتامين (د) لمعظم الناس.

2. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الزنك

الزنك هو معدن يضاف عادة إلى المكملات الغذائية، وذلك لأن الزنك ضروري لوظيفة جهاز المناعة، ويلعب دورًا مهمًا في الحماية من الالتهابات. يؤثر نقص هذا العنصر الغذائي بشكل كبير على قدرة الجهاز المناعي على العمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى والأمراض، بما في ذلك الالتهاب الرئوي.

يؤثر نقص الزنك على نحو 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، وهو شائع جدًا لدى كبار السن. في الواقع، يعتبر ما يصل إلى 30 ٪ من كبار السن يعانون من نقص في هذه المغذيات. تظهر العديد من الدراسات أن مكملات الزنك قد تحمي من التهابات الجهاز التنفسي مثل نزلات البرد.

في دراسة أجريت عام 2019 على 64 طفلاً في المستشفى يعانون من التهابات الجهاز التنفسي السفلي الحادة(ALRIs) ، أدى تناول 30 مغم من الزنك يوميًا إلى تقليل إجمالي مدة العدوى ومدة الإقامة في المستشفى بمتوسط ​​يومين. عادة ما يكون تناول الزنك على المدى الطويل آمنًا للبالغين الأصحاء، طالما أن الجرعة اليومية أقل من الحد الأقصى المحدد وهو 40 مغم من عنصر الزنك. قد تتداخل الجرعات المفرطة مع امتصاص النحاس، مما قد يزيد من خطر العدوى.

3. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الفيتامين (ج)

ربما يكون الفيتامين (ج) هو المكمل الأكثر شيوعًا الذي يتم تناوله للحماية من العدوى نظرًا لدوره المهم في صحة المناعة. يدعم هذا الفيتامين وظيفة الخلايا المناعية المختلفة، ويعزز قدرتها على الحماية من العدوى، وهو يساعد على الحفاظ على صحة جهاز المناعة عن طريق إزالة الخلايا القديمة واستبدالها بخلايا جديدة.

يعمل الفيتامين (ج) أيضا كمضاد قوي للأكسدة، ويحمي من الضرر الناجم عن الإجهاد التأكسدي، والذي يحدث مع تراكم الجزيئات التفاعلية المعروفة باسم الجذور الحرة. يمكن أن يؤثر الإجهاد التأكسدي سلبًا على صحة المناعة ويرتبط بالعديد من الأمراض.

وقد ثبت أن تناول مكملات الفيتامين (ج) يقلل من مدة وشدة التهابات الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك نزلات البرد.

أظهرت دراسة أجريت على 11،306 أشخاص أن التناول المنتظم للفيتامين (ج) بجرعة متوسطة 1-2 غرام يوميًا يقلل من مدة نزلات البرد بنسبة 8٪ لدى البالغين، و14٪ عند الأطفال، كما أظهرت أيضًا أن تناول مكملات الفيتامين (ج) بانتظام يقلل من حدوث نزلات البرد الشائعة لدى الأفراد الذين يعانون من إجهاد بدني بنسبة تصل إلى 50٪.

الحد الأقصى للفيتامين (ج) هو 2000 ملغ، وتتراوح الجرعات اليومية التكميلية عادة بين 250 و1000مغم.

4. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. مستخلص نبات البلسان

مستخلص نبات البلسان (التوت البرى) له تأثيرات قوية مضادة للجراثيم والفيروسات وضد مسببات الأمراض البكتيرية المسؤولة عن التهابات الجهاز التنفسي العلوي وسلالات فيروس الإنفلونزا، وما هو أكثر من ذلك، فقد ثبت أنه يعزز استجابة نظام المناعة، وقد يساعد في تقصير مدة نزلات البرد، وكذلك تقليل الأعراض المتعلقة بالعدوى الفيروسية.

أظهرت دراسة حديثة أجريت على 180 شخصًا أن مكملات مستخلص نبات البلسان قللت بشكل كبير من أعراض الجهاز التنفسي العلوي التي تسببها العدوى الفيروسية.

أظهرت دراسة  عام 2004 لمدة 5 أيام، أن الأشخاص المصابين بالإنفلونزا الذين تناولوا ملعقة كبيرة (15 مل) من شراب البلسان 4 مرات في اليوم ساهم ذلك في تخفيف الأعراض قبل 4 أيام من أولئك الذين لم يتناولوا الشراب، وكانوا أيضا أقل اعتمادًا على الدواء.

يعتبر السيلينيوم من مضادات الأكسدة القوية، وهو معدن ضروري لصحة المناعة، رغم أن الجسم لا يحتاجه بنسبة عالية مثل باقي الأملاح المعدنية. تظهر الأبحاث على الحيوانات أن مكملات السيلينيوم قد تعزز الدفاع المضاد لسلالات الإنفلونزا، بما في ذلك .H1N1 وتقدر الجرعة اليومية 60-150 ميكروغرامًا.

5. المكملات الغذائية والجهاز المناعي..  الثوم

يحتوي الثوم على خصائص قوية مضادة للالتهابات ومضادة للفيروسات، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن المادة الفعالة في الثوم، وهي مركب أليسين Allicin، تعزز صحة المناعة عن طريق تحفيز خلايا الدم البيضاء، كما أظهرت الدراسات أن تناول مستخلص الثوم لمدة 12 أسبوعًا يقلل خطر الإصابة بنزلات البرد بنسبة 63%.

6. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. عِرق السوس

عِرق السوس يحتوي على العديد من المواد، بما في ذلك الجليسيريزين، والتي قد تساعد في الحماية من الالتهابات الفيروسية، يُظهر الجليسيريزين وهو مستخلص عِرق السوس نشاطًا مضادًا للفيروسات، خاصة ضد الفيروس التاجي الحاد المرتبط بمتلازمة الجهاز التنفسي الحادة  .(SARS-CoV)

7. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الكركمين

الكركمين هو المركب الفعال الرئيسي في الكركم، وله خصائص قوية مضادة للالتهابات، وتشير الدراسات على الحيوانات إلى أنه قد يساعد في تحسين وظيفة المناعة.

8. المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. البروبيوتيك

في الحقيقة، إن أكثر من نصف الخلايا التي تنتج الأجسام المضادة وتحارب الأمراض توجد في الأمعاء وأجزاء الأخرى من الجهاز الهضمي، لذلك فإنّ كَون الجهاز الهضمي في الجسم صحيًا ويحتوي كمية متوازنة من البكتيريا النافعة والمخلوقات الأخرى يقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض.

قد يساعد البروبيوتيك في إعادة توازن القناة الهضمية عند زيادة أعداد أنواع البكتيريا غير الصحية، وقد ثبت أنها تَستخدم طرقًا دفاعية يمكن أن تنشط جهاز المناعة، وتعمل على إيقاف نمو البكتيريا والإصابة بأمراض خطيرة.

يمكن الحصول على مكملات البروبيوتيك على شكل سائل أو حبوب البروبيوتيك أو كبسولات البروبيوتيك، إلا أنه يجب استشارة الطبيب قبل استخدام هذه المكملات، خاصة إذا كنت تعاني من مشكلات في جهاز المناعة.

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الفئات التي تُنصح بتناول المكملات الغذائية

من الضروري معرفة أن المكملات الغذائية هدفها تكميل النظام الغذائي، لا أن تحل محل الأطعمة المغذية، وقد تحتاج بعض الفئات إلى المكملات الغذائية، وذلك لأنَّ الفيتامينات أو المعادن التي يحتاجونها يصعب الحصول عليها بكمياتٍ كافيةٍ من النظام الغذائي، وفيما يأتي ذكر لبعض هذه الفئات:

  • النساء الحوامل والمرضعات.
  • كبار السن.
  • الأشخاص المصابون ببعض الأمراض، مثل السرطان، وأمراض الكلى، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض العظام.
  • الأشخاص المصابون بالحساسية الغذائية، أو عدم تحمل نوع معيّن من الطعام.
  • الأشخاص الذين يتبّعون نظاماً نباتيّاً صارمًا.
  • الأشخاص الذين خضعوا لجراحات علاج البدانة، مثل جراحة تحويل مسار المعدة.
  • الأشخاص المصابون بحالاتٍ صحيةٍ تسبب سوء امتصاص الجسم للعناصر الغذائية.
  • البالغون والأطفال غير القادرين على الحصول على الطعام بسهولة.

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الآثار السلبية

قد يؤدي تناول المكملات الغذائية إلى حدوث آثار جانبية غير متوقعة، خصوصاً عند تناول منتج جديد، أو إذا تم استخدامها كبديل للدواء الموصوف من قبل الطبيب، أو عند تناول العديد من المكملات الغذائية مجتمعة، ومن الممكن أيضاً أن تتفاعل بعض المكملات الغذائية مع بعض الأدوية.

يمكن أن تسبّب الجرعات العالية من بعض العناصر الغذائية تأثيراتٍ ضارّة، إذ يحتاج الجسم كميّةً معينةً من كل عنصر غذائي، لذا فإنَّ الكميات العالية جدّاً ليست أفضل بالضرورة، وقد يؤدي الحصول على كميّاتٍ تفوق حاجة الجسم من هذه العناصر إلى الإصابة ببعض الأضرار. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تسبّب الجرعات العالية من الفيتامين ب6 الضرر للجهاز العصبي، كما يمكن أن يُشكّل تناول مكملات الفيتامين أ، أو الفيتامين ج أو الفيتامين هـ أثناء الحمل خطراً على الجنين، ويمكن أن يسبب الفيتامين ج الإسهال عند تناوله بجرعات أعلى من قدرة امتصاص الأمعاء، ويمكن أن تكون مكمّلات السيلينيوم والبورون والحديد سامة إذا تمّ تناولها بكميّات كبيرة.

وتجدر الإشارة إلى أنه يجب توخي الحذر عند تناول المكملات الغذائية من قبل الحامل والمُرضِع والأطفال دون استشارة الطبيب.

المكملات الغذائية والجهاز المناعي.. الخلاصة

  • قد تساعد العديد من المكملات الغذائية في تحسين صحة الجهاز المناعي.
  • ومع ذلك، على الرغم من أن هذه المكملات الغذائية قد تقدم فائدة صغيرة لصحة المناعة، فإنه لا ينبغي استخدامها، ولا يمكن استخدامها كبديل لنمط حياة صحي.
  • يعد الحفاظ على نظام غذائي متوازن، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة النشاط البدني المنتظم، وعدم التدخين بعضًا من أهم الطرق للمساعدة في الحفاظ على صحة الجهاز المناعي، وتقليل احتمال الإصابة بالعدوى والمرض.
آخر تعديل بتاريخ
09 مايو 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.