19 مايو 2020

صراع داخلي وحكم على النفس بالفشل

من ساعة ما طلعت من ثالانوي، وأنا فقدت الثقة في نفسي وبطلت أذاكر، وبقى دايما عندي إحباط ويائسة، وعايزة أحول من الكليه "أنا في العلوم"، وخصوصا أني رسبت في مواد، والموضوع ده زاد أكتر، وبقيت حاسة أني فاشلة ومش قادرة أعمل حاجة، و رغم أني ماكنتش كده خالص وكنت بحب المذاكرة والتعلم، ورغم ده كله نفسي أبقى حاجة كويسة وكبيرة، وعايزة أرجع متميزة زي الأول، وخصوصا أني عندي شوية مرض المثالية، يعني يا كل حاجة تبقي تمام يا ماعملش أي حاجة خالص، وأوقات كان يبقي عندي امتحان، وأقعد أعيط وماذاكرش وروح الامتحان وأمشي ع طول، أكيد بشيل لحد مابقاش عندي هدف أصلا في حياتي، مابقيتش عارفة أنا بعمل إيه وليه.
عزيزتي إيناس؛
ذكرت في سؤالك المشكلة وذكرت التشخيص، كأني أسمعك تقولين أن هناك صراعا داخليا بين جزئين؛ جزء يريد الاستمرار في المذاكرة والتميز كما في السابق حتى يساعدك في استعادة ثقتك بنفسك مرة أخرى، وجزء آخر يريد الاستسلام والهروب من هذا التحدي حرصاً، أيضا، عليك من التعرض المتكرر "للفشل".

هذا الصراع يولد ضغطا مستمرا، ويمثل حملا وعبئا شديدا عليك طوال الوقت، ولعل خلف هذا الصراع هناك جزء آخر حزين كان لديه الكثير من التوقعات في الثانوية العامة، ولما لم تتحقق سبب انكسارا في القلب، وتكونت من هنا القناعات بالفشل والإحساس بالعجز.

والذي أشجعك عليه هو التأكد من مدى صحة هذه الفكرة "أنا فاشلة"، فكيف تكونين فاشلة وقد نجحت في الثانوية العامة، وحصلت على مجموع يؤهلك للالتحاق بكلية علوم؟ ومن الذي حدد معيار النجاح والفشل بعدد الدرجات التي نحصل عليها في امتحان لا يتكرر طوال الحياة سوى مرة واحدة؟ ومن الذي حدد أن النجاح والفشل مرتبطان فقط بالدراسة، ولا يرتبطان بجوانب أخرى من الحياة؟

عزيزتي، أقدر إحباطك وألمك، وفي نفس الوقت أدعوك وأشجعك على النظر إلى الصورة الأكبر، فليست الدراسة إلا جانباً واحداً منك، وليست هذه السنوات سوى جزء بسيط من مسيرتك الدراسية والحياتية.

أشجعك على الحديث مع زملائك ومن سبقوك سناً، فلعلهم مروا بخبرات مشابهة تساعدك في التعلم، وإذا لم تفلح تلك الطريقة فلعل زيارة طبيب أو معالج نفسي تكون مفيدة في معالجة المثالية، من خلال الرجوع لجذور المشكلة في طريقة التنشئة الأولى.. تحياتي.


اقرئي أيضاً:
اختزلت نفسي في الدراسة.. فتمردت علي
صديقتي تبكي بعد الامتحان.. وأنا أحكم عليها وعلي
آخر تعديل بتاريخ
19 مايو 2020