03 يونيو 2017

أقارن نفسي بالناس وأراها دوماً أقل.. مشكلة عالمية

السلام عليكم. مشكلتي أني فعلاً ربنا منّ عليّ بكل حاجة، بس دايماً بحس دايماً إني أقل من الناس، بحس إن شكلي أوحش منهم أو إني أغبى بكتير منهم، وبحس إني لو بتكلم مع حد بحس إنه مش هياخدني على محمل الجد، أنا بجد مش عارفة أتعامل مع الشباب، دايماً خايفة إنهم يقللوا مني، وبخاف منهم جداً، نفسي أحس إني عارفة أتعامل مع الناس بشكل طبيعي وإني واثقة بنفسي رغم إن ناس كتير بتقولي إني جميلة، وعاقلة بس مش بصدقهم. مش عارفة إيه الإحساس ده خايفة منه جداً، وآسفة جداً على الإطالة

أهلاً وسهلاً بك يا صديقتي:
هممت أن أحدثك عن فكرة الجمال وما يتعلق بها من مؤثرات خارجية، وأمور تتعلق بطريقة التربية، أو ما نجده في بعض بيوتنا من التعليق الدائم على الشكل، واللون، واختزال الإنسان في ملامح وجهه وجسده.


ولكنني تذكرت أنك تشعرين بأنك أقل من كل من حولك، وأنك تشعرين بأنك أغبى منهم بكثير، وأنك دوما تعقدين وأنك صرت تخافين جدا من التعامل مع الشباب، وأنك تكونين غير طبيعية وأنت تتعاملين مع الناس، فرأيت أن موضوع شكك هو مجرد عرض لحقيقة المشكلة، وليس هو المشكلة.

حقيقة مشكلتك هي نظرتك السيئة جدا، الظالمة جدا، القاتلة جدا لنفسك، فأنت تجرمين في حق نفسك يا ابنتي بشتمها، وجلدها، ومقارنتها بالآخرين طوال الوقت (وللأسف هذه المقارنة مرض عالمي يكبلنا جميعا)، فكيف ستسمعك، أو تتهاون معك مع كل ذلك الألم؟ لقد صدقتِ أنك أقل، وأقبح ممن حولك للدرجة التي منعتك من استقبال مشاعر الإعجاب والتقدير من الآخرين؛ رغم احتياجك الشديد لهما يا ابنتي، وغالبا عدم ارتوائك من الإعجاب، والتقدير، والتشجيع في وقت طفولتك ونشأتك هو ما يجعلك أسيرة حتى الآن في هذا الاحتياج.

فإلى متى تستمرين في إيذاء نفسك هكذا؟ ولماذا؟
سؤالان أنت في أشد الحاجة للرد عليهما، على ألا تردي بـ "لا أعلم".

فالتغيير سيبدأ من عندك أنت:
- حين تقررين أن تصدقي من يقول لك أنك جميلة، وأن لديك ما تقولينه.
- وحين تكفين عن الاختباء تحت مظلة الخوف حتى لا تكوني مسؤولة عن التعبير عن وجودك ونفسك.
- وحين تواجهين ما تخافين منه بالتدرج والتكرار.
- وحين تسمحين لنفسك أن تستمتعي بإعجاب من حولك حين يقدمونه في إطاره السليم.

ولدي مئات الأمثلة التي تدحض ما تتشبثين به من ملامح الوجه، فهناك شخصيات غيرت مجرى التاريخ، والفن، والرياضة، والسياسة، ولم يكن لها ملامح مبهرة ولا جميلة كما يحدد قاموسك.

تحركي الآن من مربع الصفر هذا، واسمحي لنفسك أن تقبلي أخطاءك، وتأكدي أن الخطأ، والرأي لا يشنقان صاحبهما.

وإن لم تتمكني من فعل ما اقترحته عليك؛ فلا تبخلي على نفسك، وكوني شجاعة وتواصلي مع متخصص يعينك.

اقرئي أيضاً:
احتياجاتنا البسيطة ومركب النقص
الاحتياج للقبول.. هل يمكن العودة إلى الجنة؟
هل يجب أن تكون لطيفاً دائماً؟

ترياق الحياة.. قبول النفس بدون شروط
القبول والمسؤولية.. خطواتك لنفسك الحقيقية
اقبلي نفسك.. لتقبلي عيوبك وضعفك وغضبك
نفسك الحقيقية ونفسك المزيفة
قبول النفس أهم خطوات الوجود الحقيقي

آخر تعديل بتاريخ
03 يونيو 2017