صحــــتك

مريضة القلب ومعلومات حول الحمل والرضاعة

مريضة القلب ومعلومات حول الحمل والرضاعة
 
يرتبط الحمل والولادة بتغيرات فسيولوجية جوهرية تتطلب تكيفات في نظام القلب والأوعية الدموية. وهذه التغييرات، التي يمكن تحملها بشكل جيد عند النساء الحوامل غير المصابات بأمراض القلب، تعرض المرأة المصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لخطر جسيم.

وفي الواقع، تعتبر أمراض القلب السبب الأكثر شيوعًا لوفيات الأمهات بعد الاضطرابات النفسية، ومن المتوقع أن يزداد عدد النساء الحوامل المصابات بأمراض القلب في السنوات القادمة، لأن التقدم الحديث في أمراض القلب وجراحة القلب للأطفال أتاح إمكانية البقاء على قيد الحياة لأكثر من 85% من الأطفال المصابين بـأمراض القلب الخلقية حتى سن الرشد. ونصف هؤلاء الأطفال هم من النساء، ومعظمهن بلغن سن الإنجاب.

لهذ، يمثل الحمل تحديًا جديدًا لهذه المجموعة من المرضى، الذين تم تعديل تاريخهم المرضي عن طريق الجراحة. ومن المتوقع أيضا أن يزداد عدد النساء الحوامل المصابات بمرض الشريان التاجي بسبب تقدم عمر الحمل والأم، وتطور تقنيات الإنجاب، وزيادة عوامل الخطر القلبية الوعائية لدى النساء.

أيضا، على الرغم من انخفاض الحمى الروماتيزمية في البلدان المتقدمة في السنوات الأخيرة، إلا أنها لا تزال تمثل مشكلة خطيرة في البلدان النامية. يشكل المهاجرون مجموعة معرضة للخطر، خاصة أولئك الذين، لأسباب اجتماعية، غير مدركين للمخاطر الكامنة لأمراض القلب أثناء الحمل أو حتى غير مدركين لوجود أمراض القلب.

* هل يمكن لمريضة القلب الحمل؟

الحمل يجهد القلب والدورة الدموية، وأثناء الحمل، يزداد منسوب الدم بنسبة 30 إلى 50 بالمائة لتغذية الجنين الذي ينمو، كما تزداد أيضا كمية الدم التي يضخها القلب كل دقيقة بنسبة 30 إلى 50 في المائة، بجانب زيادة معدل ضربات القلب أيضا، وكل هذه التغييرات تتسبب في جعل القلب يعمل بجهد أكبر.

كما أن المخاض والولادة يضيفان مزيدا من العبء على القلب، فأثناء المخاض (خصوصا عند الدفع)، تمر المرأة بتغيرات مفاجئة في تدفق الدم والضغط، وعندما يولد طفلك، يتسبب تدفق الدم من خلال الرحم أيضاً في إجهاد القلب.

وتعتمد المخاطر التي قد تتعرض لها الحامل على نوع المرض القلبي. مثلا، الحامل التي تعاني من سرعة ضربات القلب فقط، غالبا لا تحدث مشاكل لديها في الحمل، بينما الحامل مع مشاكل في صمامات القلب ستكون أكثر عرضة لمخاطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل. 

وبالإضافة إلى ذلك، تنطوي الصمامات الصناعية أو غير الطبيعية على زيادة مخاطر التهاب بطانة القلب، وهي عدوى تصيب بطانة القلب وصماماته وربما تهدد الحياة. كما تشكل صمامات القلب الصناعية الميكانيكية أيضًا مخاطر جسيمة أثناء الحمل، نظرًا لضرورة ضبط استخدام أدوية منع التجلط واحتمال حدوث جلطة مهددة للحياة (خثار الدم) في صمامات القلب.

كما أن بعض أمراض القلب، بما في ذلك مشكلات الصمام التاجي أو الصمام الأبهري، يمكن أن تشكل مخاطر تهدد حياة الأم أو الطفل. وفقًا للظروف، قد تتطلب بعض أمراض القلب تلقي علاجات رئيسية (مثل جراحة القلب) قبل محاولة الحمل. وإن مخاطر الحمل لدى النساء اللاتي لديهن متلازمة إيزنمنغر الخلقية النادرة أو يعانين من ضغط دم مرتفع يؤثر على شرايين الرئتين والجانب الأيمن من القلب (فرط ضغط الدم الرئوي) مرتفعة للغاية، لدرجة أن الحمل غير مستحسن لهن.

* هل هناك توصيات معينة لمريضة القلب قبل الحمل؟

من أجل حمل سليم، يجب على كل مريضة قلب أن تخطط للحمل قبل حدوثه، باستشارة مختص القلب ومختص الأمراض النسائية، وبذلك يمكن تفادي العديد من المخاطر والمواقف غير المحبذة. ومن أجل تقييم مدى تحسن حالة القلب ومراعاة أي تغييرات في العلاج قد تحتاجين إليها قبل بدء الحمل. وقد لا يتم استخدام بعض الأدوية التي كانت تستخدم عادةً لعلاج أمراض القلب أثناء فترة الحمل، أو قد تقوم الطبيبة بضبط الجرعة أو وصف دواء بديل مع شرح المخاطر التي ينطوي عليها.

وأثناء الحمل، ستُطلب منك زيارات أكثر من الحوامل غير المصابات بأمراض القلب. وفي كل زيارة ستتم مراقبة الوزن وضغط الدم بالإضافة لبعض الفحوص المختبرية أو فحص الإيكو ومخطط القلب بالإضافة للفحص السريري.

كما ستتم مراقبة نشاط الجنين وعلاماته الحيوية واكتسابه للوزن في كل زيارة، كما سيتم استخدام الموجات فوق الصوتية المتخصصة لكشف أي تشوهات في قلب الجنين، كما قد يحتاج طفلكِ إلى المراقبة أو العلاج بعد الولادة أيضًا.

وفيما عدا الزيارات الروتينية، يجب الاتصال بالطبيب فوراً في حالة المعاناة من أي علامات أو أعراض تثير قلقك، وخاصة ما يلي:

- صعوبة التنفس.
- ضيق التنفس عند الإجهاد.
- خفقان القلب وسرعة نبضات القلب أو عدم انتظامها.
- آلام الصدر.
- سعال دموي أو السعال ليلاً.

وعلى الحامل أن تتيقن أن العناية الجيدة بنفسها هي أفضل طريقة للعناية بطفلها، على سبيل المثال:

- تناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب.
- الحصول على ما يكفي من الراحة؛ خذي غفوة في النهار وتجنبي الأنشطة البدنية الشاقة إذا كان ذلك بإمكانك، وقد يُوصى بالراحة في الفراش لبعض الحالات.
- مراقبة الوزن، لأن زيادة الوزن بالمقدار الصحي تدعم نمو طفلك وتطوره، لكن الزيادة المفرطة تحمل القلب جهدًا إضافيًا.
- السيطرة على القلق والتفكير المبالغ فيه وتجنب التدخين والكحوليات والأدوية غير الموصوفة.

* مريضة الرجفان الأذيني (atrial fibrillation) الحامل وخطورة المرض وتناولها مضادات التجلط

الرجفان الأديني هو أحد الاضطرابات الشائعة في نظم القلب، ومن المهم أن تسألي طبيبك إذا ما كنتِ تحتاجين لإجراء أي تغييرات على الأدوية التي تتناولينها خلال فترة الحمل أم لا، فهناك أدوية معينة تستخدم للحفاظ على نظم القلب في حالة طبيعية (الأدوية المضادة لاضطراب نظم القلب)، ولكن هذه الأدوية يمكن أن تكون ضارة أثناء الحمل، ومن ثم يتعين عليكِ تجنبها.

والإصابة بالرجفان الأذيني تعني أنك أكثر عرضة لخطر الإصابة بجلطات دموية في القلب. إضافة إلى ذلك، يزيد الحمل من خطر إصابتك بجلطات دموية في الساقين. ونظراً لذلك، قد تحتاجين لتناول أدوية مانعة للتجلط للحد من خطر إصابتك بهذه الجلطات الدموية.

لكن، إذا كنتِ تتناولين أدوية مانعة للتجلط معينة مثل وارفارين (كومادين، أو جانتوفين)، فقد يقترح عليكِ الطبيب تجنبها طوال فترة الحمل كلها أو في جزء منها حيث قد تصحبها مخاطر متعلقة بالحمل. هناك أيضاً أدوية أخرى مانعة للتجلط فموية، تشمل دابيجاتران (براداكسا)، وريفاروكسابان (زاريلتو)، وأبيكسابان (إليكويس)، يتعين تجنبها خلال فترة الحمل، حيث لا توجد دراسات كافية لتحديد آثارها وسلامتها خلال الحمل.

وقد يصف لكِ الطبيب أدوية أخرى مانعة للتجلط تسمى هيبارين لمنع تجلط الدم بدلاً من الأدوية السابقة، ويُعطى هذا الدواء عادة بحقنة عبر الجلد، وقد أظهرت الدراسات سلامة الهيبارين وفعاليته خلال فترة الحمل.

لكن، رغم سلامة الهيبارين إلا أن الحامل تبقى عرضة للنزيف عند تناوله أو تناول أي أدوية أخرى مانعة للتجلط، فإذا لاحظتِ أي علامات أو أعراض للنزيف، فاتصلي بالطبيب.

كذلك، على الرغم من أنكِ تتناولين أدوية مانعة للتجلط، فإنك لا تزالين عرضة للإصابة بجلطات دموية خلال فترة الحمل، لذا فمن المهم أن تراقبي أي علامات أو أعراض على حدوث جلطات دموية، مثل حدوث ألم في الصدر أو تورم في الساق، واتصلي بطبيبك فوراً إذا لاحظت أي علامات أو أعراض غير عادية.

* متى تتوقف مريضة الرجفان عن تناول مضادات التجلط؟

عادة ما يتم التوقف عن تناول الأدوية المانعة للتجلط خلال المخاض والولادة، إلا إذا كنتِ معرضة بدرجة كبيرة لخطر الإصابة بجلطات دموية، ومع ذلك، يتم تناول الأدوية المانعة للتجلط من جديد بعد الولادة حسب تعليمات الطبيب، وقد لا يُوصي الطبيب بتناول أدوية مانعة للتجلط معينة إذا كنتِ ترضعين طفلك طبيعياً، لذا من المهم أن تناقشي مع الطبيب أي الأدوية المانعة للتجلط تعتبر آمنة لكِ بعد انقضاء فترة الحمل.

* هل تكون الولادة طبيعية أم قيصرية؟

تكون الولادة في مستشفى جيد مزود بكل الردهات مثل التخدير والعناية المشددة للأم وطفلها. وقد يتم استخدام معدات متخصصة لمراقبتك أثناء المخاض، وإذا كانت حالة القلب تعرضك لمخاطر بالغة، فمن الممكن إدخال قسطرة في الوريد أو الشريان لتوفير معلومات مفصلة عن وظيفة القلب وضغط الدم.

وتتم مراقبة التقلصات لديكِ ومعدل ضربات قلب الجنين بصورة مستمرة، وبدلاً من الاستلقاء على ظهركِ، قد يطلب منك الاستلقاء على جانبك وضم إحدى ركبتيك نحو صدرك. ولتقليل الضغط الواقع على الجهاز التنفسي، يمكن وصف التخدير فوق الجافية لتخفيف الألم. في حالة الولادة طبيعيًا، فقد تقلل الطبيبة من وقت دفعك للمولود (عن طريق تحفيز الولادة).
وأحيانًا يكون من الأفضل ولادة الطفل بمساعدة الملقط أو جهاز شفط الجنين، وإذا كنتِ عرضة لخطر التهاب بطانة القلب، فقد تتلقين العلاج بالمضادات الحيوية قبل الولادة وبعدها.

ومن غير المعتاد الحاجة إلى إجراء عملية قيصرية بسبب مرض القلب، وفي حالة المعاناة من مشكلة في الولادة تؤدي إلى الولادة قيصريًا، فسيتم اتخاذ احتياطات خاصة لمراقبة وظيفة قلبك أثناء الولادة.

* هل يمكن لمريضة القلب الإرضاع طبيعياً؟

يتم التشجيع على الرضاعة الطبيعية لمعظم النساء المصابات بحالات مرضية بالقلب، حتى لدى النساء اللاتي يتناولن أدوية. لكن، سيقوم الطبيب بضبط جرع الأدوية وملاءمتها لمرحلة الرضاعة. وإذا كانت لديك مشكلة خلقية في القلب تزيد بدرجة كبيرة من خطر التهاب بطانة القلب، فربما تناقش طبيبتك خطر التهاب الثدي أثناء الرضاعة الطبيعية، وقد توصي الطبيبة بضخ حليب الثدي والإرضاع به في بعض الظروف.

* المصدر
Pregnancy And Heart Disease
آخر تعديل بتاريخ
16 نوفمبر 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.